عاجل

حلم الطب تحول إلى كابوس مأساوي.. بائعة الشاي"حبيبة" تفارق الحياة

حبيبة نبيل ضحية الحادث
حبيبة نبيل ضحية الحادث المروع

داخل أحد أحياء البسطاء، ووسط أحلام كبيرة وموارد محدودة، كانت الطالبة حبيبة تنتظر بفارغ الصبر لحظة إعلان نتيجة الثانوية العامة، بعد أن بذلت جهدًا كبيرًا طوال العام الدراسي، وحصلت على 94%، متمنية أن تلتحق بكلية الطب، كي تُخفف عن أسرتها أعباء الحياة، وتحقق حلمًا طالما رسمته منذ صغرها.

 

لكن الحلم تحوّل إلى كابوس مأساوي، حين خرجت حبيبة كعادتها للعمل على عربية شاي تساعد من خلالها أهلها في مصاريف البيت، فالبنت المجتهدة كانت تعرف جيدًا معنى أن تذاكر صباحًا وتعمل مساءً، دون أن تشتكي أو تضعف.


وفي يوم الحادث، وبينما كانت عائدة إلى منزلها، فوجئت بسيارة مسرعة يقودها شابان في حالة استهتار على أحد الطرق الجانبية، لتصطدم بها بعنف، وتسقط أرضًا وسط ذهول المارة.

حاول المحيطون إنقاذها، ونُقلت سريعًا إلى المستشفى، لكن الإصابة كانت أقوى من أي تدخل طبي، لتفارق حبيبة الحياة قبل أن ترى النتيجة التي انتظرتها، وقبل أن يتحقق حلمها الأبيض.

 

والد حبيبة، الذي ما زالت صدمته بادية في صوته ونظراته، تحدث لـ"نيوز رووم" قائلاً: "بنتي كانت مثال للجد والاجتهاد.. جابت 94%، وكانت بتحلم تدخل طب.. مكنتش بتطلب حاجة، بالعكس، كانت بتساعدنا في المصاريف.. كانت بتشتغل بعربية شاي بكل فخر."

 

وأضاف الأب بانكسار: "بعد ما ماتت، روحت القسم أطالب بحقها، لقيت المتهم بيقول: ده راجل جاي بشبشب.. والموضوع هيتلم! يعني إيه؟ بنتي ماتت، المفروض ألبس بدلة وأنا رايح أدفن حلمها؟!"

كلمات الأب الصادقة أثارت موجة كبيرة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تم تداول مقطع فيديو يظهر الأب وهو يروي تفاصيل الحادث بوجع وألم، ويؤكد أنه لن يتنازل عن حق ابنته مهما كان الثمن.

 

الأم هي الأخرى لم تُخفِ حزنها، وقالت لـ"نيوز رووم": "كانت بنتي كل يوم تدعي تقول: يا رب النتيجة تطلع وأفرح.. كانت شايفة نفسها دكتورة.. بس للأسف، الفرحة ما كملتش، وربنا اختار لها مكان تاني."

 

وتواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها، حيث تم القبض على المتهمين، وتم تحرير محضر بالواقعة وجارٍ انتظار تقرير الطب الشرعي لتحديد الملابسات النهائية للحادث.

في النهاية، تبقى قصة حبيبة شاهدة على مآسي الطرق، وعلى أحلام شباب تموت قبل أن تُزهر، وتبقى دموع الأب والأم وصوت الأب المبحوح وهو يقول:
"هتجيب حقك يا بنتي.. حتى لو رايح القسم بالشبشب."

حبيبة نبيل ضحية حادث الدهس

تم نسخ الرابط