«الحية» خارج الميدان... بطل من ورق يتاجر بوجع غزة ويهاجم مصر

في ظل تصاعد الحرب على قطاع غزة، أثارت التصريحات الأخيرة للقيادي بحماس، خليل الحيّة، الذي يقيم في الدوحة ضمن "اللجنة القيادية المؤقتة" للحركة، ردود فعل واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية في العالم العربي، وقد تم وصفه من قبل قطاعات كبيرة بأنه "بطل من ورق"، يتجاهل ما قدمته مصر من جهود على الأرض لدعم شعب غزة.
سياق الأزمة
وخلال مداخلاته الإعلامية، اتهم الحيّة الدولة المصرية بالتخاذل، ووجّه انتقادات حادة لدورها كوسيط إنساني وسياسي في الأزمة، رغم أن مصر قامت بأكثر من جولة وساطة، وقدمت مساعدات غير مسبوقة عبر معبر رفح، فضلاً عن حماية المدنيين ودعم ملف تبادل الأسرى .
في حين يرى البعض أن هذه التصريحات تأتي في إطار مناورات خارجية تستهدف إحراج الوسطاء السياسيين، وتشكيل ضغط على مصر داخل المجتمع الدولي، ما وصفه المرصد الأورومتوسطي بأنه "مناورة إعلامية لتضليل الرأي العام" .
من هو خليل الحيّة؟
يُعد أحد أبرز أعضاء اللجنة القيادية المؤقتة لحركة حماس، التي تتخذ من الدوحة مقرًا لها منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق (يحيى السنوار) في أكتوبر 2024 ، كان الحيّة سابقًا نائبًا في المكتب السياسي، ويُتوقع أن يكون من أبرز المرشحين لقيادة الحركة إذا ما جرت انتخابات داخلية في عام 2025 .
التناقض البارز
بينما جلس الحية في قطر لإطلاق الهجمات الإعلامية، كانت مصر تبذل جهودها الإنسانية على الأرض، مثل استقبال القاهرة للمعتقلين من صفقة تبادل الأسرى، إذ قال الحيّة في احتفال عقد في القاهرة: "عودة الناس من الجنوب إلى الشمال لأول مرة منذ تهجير الاحتلال"، لكنه عاد ليتهم القاهرة بنشر "حصار السفارات" و"الزحف البري على فلسطين"، في محاولة واضحة لاستغلال الموقف إعلاميا دون الاعتراف بالوساطة المصرية.
ردود فعل مصرية وتحليلات الخبراء
دبلوماسيون مصريون سابقون اعتبروا تصريحات الحيّة "استفزازًا مبطنًا" ضد الدور المصري، خاصة وأن مصر قدمت تسهيلات كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الفصائل والمفاوضين، إلا استبعد آخرون أن تكون هذه التصريحات بمثابة دعم للجماهير داخل غزة، بل إنها محاولة للتغطية على فشل القيادات في تحقيق مكاسب ملموسة، بينما المجتمع يشهد انتقادًا واسعًا حتى ضمن حواضن الحركة نفسها .
هل هو بطل أم متهرب؟
يسعى الإعلام الحزبي لتمجيد خليل الحيّة كنموذج للمقاومة، لكنه في المقابل يعيش خارج ميدان المعاناة اليومية، وفي الوقت الذي يُقدّر فيه مجهودات مصر، خاصة في تأمين المعابر وتسهيل عبور المساعدات، لم تُذكر هذه الجهود في تصريحات الحيّة الإعلامية.