موجة حر جديدة تضرب مصر.. وأزمة الكهرباء تتفاقم في بعض المناطق

تشهد مصر هذه الأيام موجة شديدة الحرارة، مع تخطي درجات الحرارة حاجز 40 درجة مئوية في عدد من المحافظات، الأمر الذي يضع ضغوطًا إضافية على شبكة الكهرباء، وسط شكاوى متزايدة من انقطاعات متكررة في التيار، خاصة في محافظات الجيزة والقاهرة والقليوبية والدلتا.

شبكة تحت الضغط

وبحسب مصادر من وزارة الكهرباء، فإن ارتفاع درجات الحرارة يرفع من معدلات الاستهلاك الكهربائي إلى مستويات قياسية، تجاوزت 38 ألف ميجاوات في بعض الأيام، وهو ما يؤدي إلى زيادة الأحمال على محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع.

ورغم أن الوزارة تعمل على إدارة الأحمال عبر خطط فصل مبرمجة، فإن المواطنين يواجهون انقطاعات مفاجئة، وأحيانًا متكررة، دون إعلان مسبق، مما يؤثر على الأجهزة المنزلية والمصالح التجارية والمستشفيات.

عوامل متعددة

ووفقًا للمهندس محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الأسبق، فإن المنظومة تواجه عدة تحديات متزامنة، أبرزها:

ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال بشكل غير مسبوق.

نقص إمدادات الغاز الطبيعي والمازوت لبعض المحطات.

تهالك بعض خطوط النقل في المناطق القديمة.

الحاجة لتوسعة السعة التخزينية للطاقة.

الحكومة تتحرك.. ولكن التحديات مستمرة

من جهته، أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء الحالي، أن الحكومة تعمل على تعزيز كفاءة الشبكة من خلال صيانة المحطات، وتوفير الوقود اللازم، ورفع قدرة بعض خطوط النقل، إلا أن التحديات المناخية وظروف التشغيل تظل ضاغطة.

كما أشار إلى استمرار العمل على إدخال مشروعات جديدة للطاقة الشمسية والرياح، وتوسعة الربط الكهربائي الإقليمي، بما يسهم في تخفيف العبء على الشبكة خلال فترات الذروة.

رأي خبير: استهلاك الطاقة لا يمكن فصله عن الطقس

وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، إن العلاقة بين الطقس واستهلاك الطاقة أصبحت أكثر تعقيدًا، خاصة مع تحوّل موجات الحر إلى ظواهر ممتدة وطويلة الأثر.

وأوضح القليوبي أن "كل ارتفاع بدرجة الحرارة يتسبب في زيادة ملحوظة في الطلب على الكهرباء، خصوصًا من أجهزة التكييف والتبريد، مما يؤدي إلى فقد كهربائي قد يصل إلى أكثر من 1800 ميجاوات يوميًا خلال فترات الذروة".

وأشار إلى أن الحلول ليست قصيرة الأجل فقط، بل تتطلب رؤية استراتيجية تشمل التحول لمزيج طاقة أكثر مرونة، وتحديث الشبكات، وتثقيف المستهلكين على أنماط ترشيد فعالة.

ردود فعل الشارع

في المقابل، عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من انقطاعات الكهرباء المتكررة في ظل درجات الحرارة العالية، مؤكدين أن ذلك يفاقم من معاناتهم، خاصة في غياب جدول واضح لمواعيد الفصل، وعدم وجود بدائل لدى كثير من الأسر