بدر عبدالعاطي: حماية الفلسطينيين مسؤولية دولية والحق بالحياة غير قابل للتفاوض

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن مصر، من خلال رئاستها المشتركة لمجموعة العمل الإنسانية الخامسة إلى جانب المملكة المتحدة، لعبت دورًا محوريًا في صياغة رؤية متوازنة بشأن الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حظيت بقبول غالبية الدول المشاركة، وأصبحت إحدى الركائز الأساسية لأي تحرك دولي جاد نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر "حال الدولتين" المنعقد في نيويورك، حيث أوضح عبد العاطي أن القاهرة استوعبت مختلف المساهمات الدولية وصاغت رؤية شاملة تنطلق من التزامها الثابت بحقوق الشعب الفلسطيني، وترتكز على دعم صموده في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يتماشى مع قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني.
جوهر الرؤية المصرية
وأشار وزير الخارجية إلى أن جوهر الرؤية المصرية يتجلى في ضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في الحياة والحماية والحصول على الخدمات الأساسية، مشددًا على أن التحرك الإنساني لا يمكن فصله عن المسار السياسي، بل يجب أن يكون مكمّلًا له.
كما أكد أن التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في غزة، يتطلب استجابة دولية عاجلة تتخطى مرحلة البيانات والإدانات إلى خطوات تنفيذية ملموسة، تستند إلى المرجعيات الدولية وتعيد إحياء حل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.
وفي ختام كلمته، شدد عبد العاطي على أن مصر ستواصل أداء دورها المحوري، بالتنسيق مع شركائها الإقليميين والدوليين، لتوفير الدعم الإنساني اللازم للفلسطينيين، ولتعزيز فرص استئناف عملية السلام بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
حملة إعلامية وسياسية منظمة على مصر
في وقت سابق، أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، أن إسرائيل تشن حاليًا حملة إعلامية وسياسية منظمة على مصر، وهو أمر متوقع، لأنها تمثل العقبة الأساسية أمام تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتُعد الحاجز الأخير الذي يمنع تصفية القضية الفلسطينية.
منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة
وقال حسين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «الساعة 6»، المُذاع عبر شاشة «الحياة»، إن عددًا من الأشخاص – عن حسن نية أحيانًا، أو سوء نية أحيانًا أخرى – يتصورون أن مصر مسؤولة عن منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحملة الإسرائيلية ضد القاهرة تصاعدت خلال الساعات الأخيرة، وشاركت فيها شخصيات من حركة حماس، من بينهم خليل الحية، الذي أدلى بتصريحات مستفزة لم يكن يتوقع أن تصدر سياسيًا بهذا المستوى.
وأضاف أن مصر وقطر ليستا مجرد وسيطين، بل طرفان فاعلان يدعمان الشعب الفلسطيني، وليس أي فصيل بعينه، مشددًا على أن ما ورد في خطاب خليل الحية تضمن تحريضًا خطيرًا وافتقارًا للمسؤولية.
الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية ثابت
وأوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أوضح، في كلمته الأخيرة، أن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية ثابت، وأن من مصلحة الأمن القومي المصري استمرار وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، بغض النظر عن الفصيل الحاكم.
وأشار إلى أن الهدف الإسرائيلي الواضح هو تهجير الفلسطينيين، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لمصر، في حين تسابق الدولة المصرية الزمن لتثبيت الفلسطينيين في أراضيهم.
في وقنت سابق، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية ضد قطاع غزة لم يكن هدفها الحقيقي استعادة الأسرى، بل كانت تهدف إلى تدمير الحياة بالكامل في غزة وتحويلها إلى منطقة غير قابلة للعيش، وذلك في إطار مخطط واضح لتصفية القضية الفلسطينية.