عاجل

عماد الدين حسين: مصر تسابق الزمن لإفشال مشروع التهجير الإسرائيلي في غزة

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، أن إسرائيل تشن حاليًا حملة إعلامية وسياسية منظمة على مصر، وهو أمر متوقع، لأنها تمثل العقبة الأساسية أمام تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتُعد الحاجز الأخير الذي يمنع تصفية القضية الفلسطينية.

منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة


وقال حسين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «الساعة 6»، المُذاع عبر شاشة «الحياة»، إن عددًا من الأشخاص – عن حسن نية أحيانًا، أو سوء نية أحيانًا أخرى – يتصورون أن مصر مسؤولة عن منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحملة الإسرائيلية ضد القاهرة تصاعدت خلال الساعات الأخيرة، وشاركت فيها شخصيات من حركة حماس، من بينهم خليل الحية، الذي أدلى بتصريحات مستفزة لم يكن يتوقع أن تصدر سياسيًا بهذا المستوى.


وأضاف أن مصر وقطر ليستا مجرد وسيطين، بل طرفان فاعلان يدعمان الشعب الفلسطيني، وليس أي فصيل بعينه، مشددًا على أن ما ورد في خطاب خليل الحية تضمن تحريضًا خطيرًا وافتقارًا للمسؤولية.

الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية ثابت


وأوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أوضح، في كلمته الأخيرة، أن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية ثابت، وأن من مصلحة الأمن القومي المصري استمرار وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، بغض النظر عن الفصيل الحاكم.

وأشار إلى أن الهدف الإسرائيلي الواضح هو تهجير الفلسطينيين، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لمصر، في حين تسابق الدولة المصرية الزمن لتثبيت الفلسطينيين في أراضيهم.

في وقنت سابق، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية ضد قطاع غزة لم يكن هدفها الحقيقي استعادة الأسرى، بل كانت تهدف إلى تدمير الحياة بالكامل في غزة وتحويلها إلى منطقة غير قابلة للعيش، وذلك في إطار مخطط واضح لتصفية القضية الفلسطينية.

فصائل المقاومة

وأوضح "البرديسي" خلال مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، اليوم، أن إسرائيل لم تكن تسعى فعليًا للقضاء على فصائل المقاومة، لأنها تدرك جيدًا أن المقاومة ستظل قائمة طالما هناك احتلال وظلم واستيطان، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي من الحرب كان فرض واقع جديد بالقوة، لكنه اصطدم بصمود الشعب الفلسطيني وموقف الدولة المصرية الحازم الرافض لأي محاولة للتهجير القسري، مشيرًا إلى أن دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل، سياسيًا وعسكريًا، هو ما جعل استمرار العدوان ممكنًا، حيث تمنح واشنطن الحماية الكاملة لإسرائيل في مجلس الأمن عبر حق النقض "الفيتو"، وتواصل تزويدها بالأسلحة والدعم الإعلامي والسياسي.

وثمّن البرديسي موقف السيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان من أوائل القادة الذين دعوا بشكل واضح وصريح إلى وقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للأزمة، مؤكدًا أن القاهرة تصدت منذ البداية لمحاولات فرض واقع جديد في القطاع.

استشعار الخطر الحقيقي من استمرار الأوضاع

وفيما يخص الأمل في تحرك دولي جاد، رأى "البرديسي" أن المجتمع الدولي، وبعد نحو عامين من الحرب، بدأ يستشعر الخطر الحقيقي من استمرار الأوضاع، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من الرأي العام الأوروبي والدولي، وقال: العالم لا يتحرك بدافع القيم بل وفقًا للمصالح وعندما أصبحت الحرب في غزة عبئًا على صورة الغرب والنظام العالمي، بدأ التحرك. لكن هذا التحرك ما زال متأخرًا".

وأضاف أن ما تشهده الساحة الدولية من حراك، بما في ذلك القمة الثلاثية المصرية–الفرنسية–الأردنية، والمواقف الأوروبية الجديدة، وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا وأيرلندا، تعكس تحولًا حقيقيًا في المواقف لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يجب البناء عليه بشكل مدروس ومتدرج، لأن "العمل السياسي لا ينتصر بضربة قاضية، بل بالنقاط والصبر والضغط المستمر".

 

تم نسخ الرابط