عاجل

طارق البرديسي: هدف الاحتلال تدمير الحياة في قطاع غزة بالكامل

مساعدات
مساعدات

قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية ضد قطاع غزة لم يكن هدفها الحقيقي استعادة الأسرى، بل كانت تهدف إلى تدمير الحياة بالكامل في غزة وتحويلها إلى منطقة غير قابلة للعيش، وذلك في إطار مخطط واضح لتصفية القضية الفلسطينية.

إسرائيل لم تكن تسعى فعليًا للقضاء على فصائل المقاومة

وأوضح "البرديسي" خلال مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، اليوم، أن إسرائيل لم تكن تسعى فعليًا للقضاء على فصائل المقاومة، لأنها تدرك جيدًا أن المقاومة ستظل قائمة طالما هناك احتلال وظلم واستيطان، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي من الحرب كان فرض واقع جديد بالقوة، لكنه اصطدم بصمود الشعب الفلسطيني وموقف الدولة المصرية الحازم الرافض لأي محاولة للتهجير القسري، مشيرًا إلى أن دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل، سياسيًا وعسكريًا، هو ما جعل استمرار العدوان ممكنًا، حيث تمنح واشنطن الحماية الكاملة لإسرائيل في مجلس الأمن عبر حق النقض "الفيتو"، وتواصل تزويدها بالأسلحة والدعم الإعلامي والسياسي.

وثمّن البرديسي موقف السيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان من أوائل القادة الذين دعوا بشكل واضح وصريح إلى وقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للأزمة، مؤكدًا أن القاهرة تصدت منذ البداية لمحاولات فرض واقع جديد في القطاع.

استشعار الخطر الحقيقي من استمرار الأوضاع

وفيما يخص الأمل في تحرك دولي جاد، رأى "البرديسي" أن المجتمع الدولي، وبعد نحو عامين من الحرب، بدأ يستشعر الخطر الحقيقي من استمرار الأوضاع، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من الرأي العام الأوروبي والدولي، وقال: العالم لا يتحرك بدافع القيم بل وفقًا للمصالح وعندما أصبحت الحرب في غزة عبئًا على صورة الغرب والنظام العالمي، بدأ التحرك. لكن هذا التحرك ما زال متأخرًا".

وأضاف أن ما تشهده الساحة الدولية من حراك، بما في ذلك القمة الثلاثية المصرية–الفرنسية–الأردنية، والمواقف الأوروبية الجديدة، وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا وأيرلندا، تعكس تحولًا حقيقيًا في المواقف لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يجب البناء عليه بشكل مدروس ومتدرج، لأن "العمل السياسي لا ينتصر بضربة قاضية، بل بالنقاط والصبر والضغط المستمر".


وشدد على أن صمود الشعب الفلسطيني هو الأساس، والموقف المصري هو الرافعة السياسية التي تمنع تنفيذ المخططات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الانهيار الأخلاقي في منظومة القيم الغربية ظهر جليًا في صمتها أمام مأساة غزة، لكن التوازن بدأ يميل لصالح الحقيقة والعدالة، وإن كان الطريق لا يزال طويلًا.
 

تم نسخ الرابط