الهلال الأحمر المصري يواصل دعمه لقطاع غزة رغم التحديات الإنسانية

قالت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، إن ما يقوم به الهلال الأحمر هو امتداد لتاريخ طويل من الدعم الإنساني لفلسطين، يعود إلى عام 1948، ويتواصل حتى اليوم، مؤكدا أن القوافل التي تُسير إلى قطاع غزة ضمن مبادرة "زاد العزة من مصر إلى غزة" تُجسد تلاحم الشعب المصري مع الأشقاء الفلسطينيين، مشيرةً إلى أن الفوج الثاني من القوافل يجري الإعداد له حالياً، وسط جهود لوجستية كبيرة لتأمين دخول المساعدات رغم العقبات على الجانب الآخر من المعبر.
دور محوري في التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني
وأضافت إمام خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الهلال الأحمر المصري مفوض رسميا من الدولة لتنسيق دخول المساعدات، وهو يقوم بدور محوري في التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني والهيئات الأممية العاملة في غزة لضمان وصول الدعم لمستحقيه، موضحا أن الأولويات تتغير حسب احتياجات المدنيين داخل القطاع، ويتم التحديث باستمرار لضمان فاعلية الاستجابة، كما نوهت إلى أن الجهود الإنسانية لا تقتصر فقط على إرسال المواد الغذائية، بل تشمل أيضا الدعم الطبي والنفسي، خاصة عند استقبال المصابين عبر معبر رفح خلال فترات الهدنة.
وأشارت إمام إلى أن مؤسسة الهلال الأحمر تعتمد على أكثر من 35 ألف متطوع، منهم قرابة 2000 متطوع يعملون فقط في الاستجابة لأزمة غزة، موزعين في مراكز لوجستية بالقاهرة والعريش والإسماعيلية. ووصفت هؤلاء المتطوعين بـ"الجيش الإنساني"، لما يقدمونه من تضحيات وجهود على مدار الساعة، دون كلل أو ملل. وأكدت أن الهلال الأحمر المصري سيواصل عمله بكل طاقته لتأمين شريان الدعم الممتد من مصر إلى غزة، في مشهد يعكس تضامن المصريين وإيمانهم بالعمل الإنساني النبيل.
ومن ناحية أخرى، قال أحمد عبد الرازق، مراسل قناة "إكسترا نيوز" من أمام معبر رفح، إن بعض الشاحنات عادت أدراجها دون أن تتمكن من تفريغ حمولتها، بسبب رفض الجانب الإسرائيلي استقبالها عبر معبر كرم أبو سالم، بحجة "اكتظاظ الساحة"، بحسب رد العنصر الأمني الإسرائيلي، وهو ما يعكس استمرار التعنت ووضع العراقيل غير المبررة أمام المساعدات، وهي ممارسات تتكرر منذ بدء العدوان على القطاع، وتتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية.
وأكد عبد الرازق، خلال رسالته على الهواء، أن الهلال الأحمر المصري نسّق دخول قافلة ضخمة تحت عنوان "زاد العزة من مصر إلى غزة"، تضم مئات الأطنان من المساعدات، من بينها: 840 طنًا من الدقيق، 1100 طن من المواد الغذائية، سلال غذائية متنوعة تحتوي على الأرز، السكر، الزيت، المعلبات، والبقوليات، بما يكفي لإعاشة الأسر داخل القطاع من أسبوع إلى عشرة أيام.
وأشار إلى أن مشهد فرحة سائقي الشاحنات الذين تمكنوا من أداء مهمتهم بنجاح، يقابله إحباط شديد لدى من اضطروا للعودة دون تفريغ الحمولة، مضيفًا أن مؤسسات التنسيق وعلى رأسها الهلال الأحمر المصري، تعيش هذا التباين بين الفرح بالإنجاز والإحباط من العرقلة.
ولفت عبد الرازق إلى أن الجهود المصرية لم تتوقف منذ أكثر من 18 شهرًا، مؤكدًا أن الدولة المصرية تواصل إرسال المساعدات الإنسانية رغم العراقيل المتكررة، وستواصل المحاولة مرة بعد أخرى في سبيل كسر الحصار المفروض على القطاع.
وأوضح أن معبر كرم أبو سالم بات هو المنفذ الوحيد بعد أن سيطر الاحتلال على معبر رفح من الجهة الفلسطينية، وهو ما يضاعف من تعقيدات إدخال المساعدات، ويجعل من التنسيق الميداني مهمة شاقة، لكنها مستمرة بإصرار من القاهرة.