إعدام سفاح المعمورة.. النهاية الدامية لمحامٍ قتل زوجته وموكلاته

في حكم تاريخي انتظره الرأي العام المصري بشغف وغضب، أسدلت محكمة جنايات الإسكندرية، أمس الأحد، الستار على واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ المدينة، بإجماع الآراء على الحكم بالإعدام شنقًا على المحامي نصر الدين السيد، المعروف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة"، وذلك بعد ورود الرأي الشرعي من فضيلة مفتي الجمهورية.
إعدام سفاح المعمورة
جاء الحكم بإعدام سفاح المعمورة، الذي ترأس جلسته المستشار محمود عيسى سراج الدين، بعد سلسلة من الجلسات التي تابعتها وسائل الإعلام والشارع المصري عن كثب، وسط ذهول من تفاصيل الجرائم التي ارتكبها المتهم، والتي كشفت عنها التحقيقات ومرافعة النيابة العامة، حيث تم اتهامه بارتكاب ثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار، مقترنة بجنايتي خطف عن طريق التحايل والإكراه، بالإضافة إلى جرائم سرقة واستغلال للمهنة.
النيابة العامة، في مرافعتها القوية، وصفت المتهم بأنه خان أمانة مهنته، واستغل صفته كمحامٍ لخداع ضحاياه، مستخدمًا معرفته بالقانون كأداة لارتكاب جرائمه، مؤكدة أن المتهم لا يستحق الرأفة بعدما تجرد من كل مشاعر الإنسانية وقتل زوجته وموكلاته من أجل المال، مطالبة بتوقيع أقصى عقوبة عليه وهي الإعدام.
القصة الكاملة لـ سفاح المعمورة
وتعزز هذا الطلب بالتقرير الطبي الصادر عن لجنة ثلاثية من مستشفى العباسية للصحة النفسية، والذي أكد أن المتهم سليم نفسيًا وعقليًا، ويحاول فقط تضليل العدالة بادعاءات زائفة.
وقد أشار التقرير إلى أنه يتسم بالكذب والمراوغة، وأنه متوسط الذكاء ويتعاطى الحشيش والكحول، ما يكشف عن محاولته التنصل من مسؤوليته الجنائية.
أما الجلسات فشهدت وقائع درامية، حيث ظهر المتهم في قفص الاتهام مرتديًا ترينج كحلي ونظارة طبية، ممسكًا بمصحف، لكنه في محاولة لتبرئة نفسه، زعم أن آخرين ارتكبوا الجرائم داخل شقته، ووجه اتهامًا للشاهدة الأولى والمتهمة الثانية في القضية، مدعيًا أنها كانت تمتلك مفتاح الشقة وتعرف كل ما جرى.
الشهادات أمام المحكمة كانت حاسمة، حيث أكد رئيس مباحث المنتزه ثان أن المتهم خطط ونفذ عمليات القتل الثلاث، وأنه أعد صندوقًا خشبيًا لنقل إحدى الجثث، وتخلص من سيارة في جراج بمنطقة المنتزه، كما ثبت من أقوال الشهود أن الخلافات الشخصية والدافع المالي كانا وراء قتل الزوجة وموكلة أخرى.
القضية التي هزت مصر أثبتت أن العدالة لا تتهاون، وأن القانون ينتصر مهما حاول المجرم التخفي خلف صفته أو منصبه، لتنتهي رحلة "سفاح المعمورة" بحكم نهائي بالإعدام شنقًا، وتبدأ رحلة جديدة في ذاكرة المصريين عن أبشع ما يمكن أن يفعله إنسان تجرد من الرحمة باسم القانون.