عاجل

خبير عسكري: ألمانيا لن تعيد الشباب السوري.. تجدّد به مجتمعها العجوز

اللواء محمد عباس
اللواء محمد عباس الخبير العسكري والاستراتيجي

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، اللواء محمد عباس، أن ألمانيا أصبحت تحتضن أكثر من 17 ألف طبيب سوري اختصاصي يعملون بمختلف التخصصات، حتى بات من النادر – حسب وصفه – أن يخلو مستشفى ألماني من وجود طبيب سوري ضمن طاقمه، وهو ما يعكس حجم الحضور السوري في أحد أكثر القطاعات حساسية في أوروبا.

وفي تصريحات خاصة لـ"نيوز روم"، أشار اللواء عباس إلى أن هذا التميز في القطاع الصحي يوازيه أيضًا اندماج ملحوظ في مجالات الهندسة والتعليم والصناعات الدقيقة، مما يجعل الجالية السورية واحدة من أكثر الجاليات فاعلية وتأثيرًا في ألمانيا.

ألمانيا: المستفيد الأكبر من الكفاءات السورية

وذكر عباس أن ألمانيا استقبلت منذ اندلاع الحرب السورية أكثر من مليون لاجئ سوري، غالبيتهم من فئة الشباب المتعلم، موضحًا أن 80% منهم تقريبًا يحملون شهادات جامعية أو مؤهلات تقنية متقدمة. واعتبر أن برلين استفادت استراتيجيًا من هذا التدفق النوعي، قائلاً:" ألمانيا كانت الرابح الأكبر من الكعكة السورية، إلى جانب تركيا التي استوعبت كتلة بشرية ضخمة أيضًا، لكن ألمانيا استثمرت في العقول والكفاءات."

وأوضح أن أكثر من مليون شاب سوري انخرطوا في سوق العمل الألماني خلال السنوات الماضية، ما ساهم في إنعاش الاقتصاد الألماني وملء فراغات في قطاعات حيوية، لا سيما في ظل التحديات الديموغرافية التي تعاني منها ألمانيا كمجتمع يتجه نحو الشيخوخة.

سياسة انتقائية تجاه اللاجئين

وحذّر اللواء عباس من أن السياسة الألمانية تجاه اللاجئين بدأت تتخذ طابعًا انتقائيًا، مشيرًا إلى تباطؤ الإجراءات الخاصة بتجديد الإقامات وقرارات لمّ الشمل، خصوصًا في الحالات التي لا ترى فيها الدولة الألمانية فائدة مباشرة.

وأضاف:" لن تتردد ألمانيا في رفض طلب لعائلة سورية بسيطة، لكنها ستتردد كثيرًا قبل أن ترفض إقامة طبيب أو مهندس.. الدولة التي أنفقت سوريا عليها لتخريج هذا الطبيب، ستخسره لحساب ألمانيا دون أن تدفع الأخيرة تكلفة تعليمه."

مستقبل السوريين في ألمانيا

يرى عباس أن بقاء اللاجئين السوريين في ألمانيا سيُبنى على معيار "الجدوى الاقتصادية"، مؤكدًا أن برلين لن تتخلى عن جيل الشباب السوري الذي ساهم في إنعاش سوق العمل، خاصة مع استمرار التحديات الهيكلية في الاقتصاد الأوروبي.

ومع ذلك، شدد على أن العودة إلى سوريا يجب أن تكون هدفًا مستقبليًا، إذا تحقق الأمن والاستقرار الحقيقي، مشيرًا إلى أن إعادة بناء الدولة على أسس مؤسسية، وتجاوز آثار الحرب، سيخلق بيئة جاذبة لعودة الكفاءات من دول اللجوء.

تشتت الأسرة السورية وأعباء أوروبا

كما أشار عباس إلى الجانب الإنساني من أزمة اللجوء، موضحًا أن آلاف الأسر السورية ما تزال تعاني من آثار نفسية واجتماعية بسبب التشتت وصعوبة لمّ الشمل، مؤكدًا أن أوروبا تتحمل مسؤولية أخلاقية في تقديم حلول عادلة وسريعة لهذه الحالات.

استثمارات خليجية وبوادر للعودة

وفي ختام حديثه، أكد اللواء عباس أن الكفاءات السورية سيكون لها دور محوري في إعادة إعمار سوريا، مشيرًا إلى وجود استثمارات خليجية، لا سيما سعودية، بدأت تتدفق إلى السوق السورية، وهو ما يمهّد الطريق لعودة الأطباء والمهندسين والخبراء إلى وطنهم للمشاركة في بناء "سوريا الجديدة". 

تم نسخ الرابط