عاجل

«العلم مالوش سن».. عزة السيد أكبر طالبة ثانوية تحقق حلمها بعمر الـ57

الحاجة عزة السيد
الحاجة عزة السيد

أعادت السيدة عزة السيد حسن، البالغة من العمر 57 عامًا، تعريف معنى الإصرار والعزيمة بعدما حققت حلم عمرها بالحصول على شهادة الثانوية العامة بنسبة نجاح بلغت 65%، ورغم توقفها عن التعليم لسنوات طويلة، قررت العودة إلى مقاعد الدراسة من جديد، متحدية جميع المعوقات المجتمعية والظروف الشخصية، وموجهة رسالة ملهمة لكل من يعتقد أن "الوقت فات".

كشفت الحاجة عزة السيد، وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج "أنا وهو وهي" على قناة صدى البلد، الذي تقدمه الإعلامية آية شعيب، عن تفاصيل رحلتها التعليمية التي بدأت من الصف الأول الإعدادي، حيث التحقت بالدراسة إلى جانب ابنتها يارا التي رافقتها في نفس المدرسة حتى مرحلة الثانوية العامة، وتمكنت من النجاح بمجموع 78%.

الحلم تحقق بعد سنوات

قالت الحاجة عزة السيد: "كان نفسي أكمل تعليمي من وأنا صغيرة، لكن الظروف منعتني"، موضحه أنها قررت استئناف دراستها بعد أن أنهت مسؤولياتها الأسرية، معتبرة أن تحقيق حلمها كان مجرد مسألة وقت وليس مستحيلاً.

ورغم تقدمها في العمر، أكدت عزة السيد أنها كانت تشعر بالحماس والشغف كأنها طالبة صغيرة، مضيفة: "كنت بحضر الحصص وأذاكر زيي زي أي طالبة، وكنت شايفة إن التعليم هو الطريق الوحيد لتحقيق ذاتي بعد سنين من التفرغ لأسرتي".

دعم أسري ومساندة من ابنتها

وأشارت عزة السيد إلى أنها واجهت العديد من التحديات المجتمعية والنفسية، خاصة مع تعليقات سلبية من بعض المحيطين، لكنها لم تلتفت لها، قائلة: "سمعت كلام كتير يحبطني، لكن كنت حاطة هدف قدامي ومشيت عليه".

وثمنت عزة السيد الدعم الكبير الذي تلقته من زوجها، سواء ماديًا أو معنويًا، مؤكدة أنه شجعها على المضي قدمًا، بينما تولّت ابنتها يارا مهمة مساعدتها في مراجعة بعض المواد الدراسية، وهو ما جعل تجربتهما أكثر إنسانية وثراءً.

حلم دراسة الحقوق دعمًا لابنها

ولم تكتفِ عزة السيد بنجاحها في الثانوية العامة، بل أعربت عن رغبتها في الالتحاق بكلية الحقوق، لدعم ابنها الذي يدرس في نفس الكلية ويحلم بالعمل في النيابة العامة، قائلة: "ابني نفسه يدخل النيابة، وأنا كمان نفسي أدعمه وأحقق حلمي في نفس الوقت".

وشددت عزة السيد على أن العلم لا يعرف عمرًا، وأن الطموح لا ينبغي أن يتوقف عند أي مرحلة من مراحل الحياة، مؤكدة: "العلم مالوش سن، والحلم عمره ما بيموت".

الحاجة عزة السيد
الحاجة عزة السيد

رسالة أمل لكل من توقف عن الحلم

اختتمت عزة السيد حديثها برسالة قوية إلى كل من يشعر بأن الفرص قد فاتته: "أنا نموذج بسيط لأي حد حاسس إنه كبر ومش قادر يحقق حلمه، الوقت ما فاتش، واللي عايز حاجة بيوصلها بالإرادة والإيمان بنفسه".

قصة عزة السيد تمثل واحدة من أبرز النماذج الملهمة في الثانوية العامة هذا العام، وتؤكد أن التعليم ليس حكرًا على سن معين، بل هو حق لكل من يملك الشغف والطموح لتحقيق الذات مهما تأخر الزمن. 

تم نسخ الرابط