أيمن عبدالمحسن: القاهرة أنقذت المساعدات من الحصار وتجاوزت التعنت الإسرائيلي

أكد اللواء أيمن عبدالمحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، أن التحركات المصرية لعبت دورًا حاسمًا في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسط وضع إنساني بالغ الخطورة.
مناطق محددة داخل القطاع
وأوضح أيمن عبد المحسن، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه التحركات لم تكن معزولة، بل جاءت ضمن ضغوط عربية ودولية متواصلة مارست تأثيرًا كبيرًا على إسرائيل من أجل دخول المساعدات الانسانية، والتي وجدت نفسها مضطرة إلى إعلان هدنة إنسانية مؤقتة وتعليق عملياتها العسكرية في مناطق محددة داخل القطاع.
وأشار أيمن عبد المحسن، إلى أن تلك التهدئة ليست مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار، بل تمثل فرصة يجب استغلالها للدفع نحو اتفاق شامل يضع حدًا للمعاناة المستمرة للفلسطينيين بضرورة دخول المساعدات الانسانية، خاصة في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي تعيشها غزة.
انتهاكات إنسانية جسيمة
وشدد أيمن عبد المحسن على أن الوضع في غزة تجاوز نطاق العمليات العسكرية التقليدية، وتحول إلى سلسلة من الانتهاكات الإنسانية الممنهجة بمنع دخول المساعدات الانسانية، مضيفًا أن الحصار الخانق، والتجويع، والتدمير الشامل للبنية التحتية ومقومات الحياة، جميعها ممارسات ترقى إلى جرائم حرب وفقًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف وهاي.
ونبّه أيمن عبد المحسن إلى أن هذه الانتهاكات تستوجب تحركًا دوليًا جادًا، لوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين، مشيرًا إلى أن المشهد الحالي لم يعد يحتمل المواقف الرمادية أو الصمت الدولي، في ظل معاناة ملايين المدنيين الذين يواجهون الجوع والمرض والنزوح القسري.
معبر رفح بوابة الإنقاذ
وأوضح أيمن عبد المحسن أن دخول المساعدات تم للمرة الأولى مؤخرًا عبر معبر رفح المصري، بالإضافة إلى معبر كرم أبو سالم، وذلك بعد إخضاع الشاحنات للتفتيش، مبينًا أن هذه الخطوة لم تكن نتيجة لإرادة إسرائيلية، بل جاءت استجابة مباشرة لضغوط قوية من أطراف عربية وإقليمية ودولية، وعلى رأسها مصر، التي تبذل جهودًا إنسانية حثيثة من أجل تخفيف معاناة سكان القطاع.
وأكد أيمن عبد المحسن أن القاهرة أثبتت مرة أخرى دورها المحوري في القضايا الإقليمية، خاصة تلك التي تتعلق بالأمن الإنساني في المنطقة، وأن ما تحقق على الأرض حتى الآن هو ثمرة تنسيق مصري دولي لوقف التدهور المستمر في غزة.
استغلال سياسي للمساعدات
وانتقد أيمن عبد المحسن محاولات إسرائيلية لتسويق المساعدات الجوية التي تُسقطها في بعض المناطق، باعتبارها خطوات إنسانية، قائلاً إنها تهدف فقط لتحسين صورة تل أبيب أمام المجتمع الدولي، لكنها لا تعكس تغيرًا حقيقيًا في السياسات العدوانية.
وأشار أيمن عبد المحسن إلى أن إسرائيل لا تزال تمنع وصول شاحنات المساعدات البرية إلى مناطق تجمع النازحين في جنوب القطاع، في ظل غياب اتفاق هدنة عسكرية شاملة تضمن سلامة المدنيين وفرق الإغاثة.

دعوة لتفعيل دور المجتمع الدولي
وفي ختام حديثه، دعا أيمن عبد المحسن إلى تحرك فعلي من المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، لإجبار إسرائيل على وقف انتهاكاتها، والالتزام بالقانون الدولي، مؤكداً أن استمرار الوضع بهذا الشكل يمثل تهديدًا صارخًا للاستقرار الإقليمي والقيم الإنسانية.
وذكر أيمن عبد المحسن أن التهدئة الحالية لا تكفي، بل يجب البناء عليها لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، بما يخفف الكارثة المتفاقمة في غزة ويؤسس لحل سياسي عادل ومستدام.