"ست بـ 100 راجل".. أم آلاء أول سائقة ميكروباص في السويس: نفسي أجوز بناتي

“شادية صلاح”، أو أم ألاء، ربما تقابلها في أحد شوارع السويس، وهي تقود سيارتها ذاهبة إلى الموقف أو إلي إحدى الورش لإجراء صيانة لسيارتها الميكروباص، فتكتشف من الوهلة الأولى أنك أمام نموذج فريد للتحدي والإصرار، يؤكد أن هناك سيدات بالفعل بـ "100رجل".
لا تكل ولا تمل من الحركة بين تلبية طلب بناتها الثلاث، والتوجه إلى المنزل للاطمئنان على فلذات كبدها، وبين مواصلة نشاطها في حرفة سائق ميكروباص، طوال اليوم في رحلة سفر جديدة، ذهابا وإياباً من السويس إلى القاهرة أو محافظات أخرى.
يوم أم ألاء يبدأ بعد الفجر
تروي "أم ألاء"، تفاصيل يومها فتشير إلى أنه يبدأ بعد أن تؤدي صلاة الفجر يوميًا ، وتغادر منزلها تاركة بناتها الثلاث في رعاية الذي لا يغفل ولا ينام، وبداخلها يقين أن عين الله تحرسهن، ولما لا وهي التي أحسنت تربيتهن كونها تقوم بدوري الأب الأم ، لتبدأ رحلة البحث عن الرزق عن طريق نقل المسافرين بين السويس والقاهرة أو أي محافظة أخرى حسب المتاح، فليس أمامها خيارا سوي مواصلة العمل مهما كان صعبا، لكن أهون عليها بكثير من تسليم باب رزقها لغيرها خاصة وأن تلك التجربة أثبتت فشلها معها.
قصة كتابتها علي السيارة 3 بنات
وتروي أول سائقة ميكروباص في السويس، أن ظروفًا أسرية اضطرتها لأن تكون الأم والأب لثلاث فتيات أصغرهم بالصف بالابتدائي تكبرها طالبة في السنة النهائية بكلية التجارة، أما أكبرهن حاصلة على ليسانس أداب، وبناتي الثلاث عن رصيدي وجائزتي من تعب وشقاء السنين، متابعة: "أتحمل من أجلهم الصعب لأن مهنة السواق شاقة علي الرحال فما بالنا بالسيدات والتعرض لكم مضايقات لا يعد ولا يحصى سواء علي الطريق أو من الركاب ونظرة البعض وهم يصعدون للسيارة وخشيتهم من قيادة سيدة لسيارة سفر".
تعلم أم آلاء السواقة والعمل علي سيارة ميكروباص
وعن دخولها عالم السواقة، أوضحت “شادية صلاح”، أنها في بداية الأمر كانت فكرة شراء سيارة ميكروباص ، مجرد فكرة استثمار لمبلغ من المال ولم تكن لدي أدنى نية في العمل بنفسي، لكن الاعتماد على السائقين دفعني للعمل بنفسي، حيث لم يكن هناك دخل للسيارة من الأساس وكما يقال اللي جاي رايح بين أجرة سائقين وصيانة ومتطلبات سيارة وكان الدخل غير موجود صفر تقريبا.
وأكملت أم ألاء: “بعد معاناة من خسائر متتالية بسبب عدم مراعاة السائقين للأمانة قررت النزول للعمل بنفسها للحفاظ علي لقمة العيش،خاصة أنها كانت مستعملة السواقة في صغرها علي المعدات الزراعية بفضل والدها حيث تنتمي لمحافظات من محافظات الدلتا، مؤكدة أن الشيء الوحيد الذي يهون عليها تعب ومشقة المهنة، أن بناتها يقدرن ما تبذله من أجلهن وترى في أعينهن نظرات فخر تستمد منها طاقة جبارة تعينها على مواصلة السعي، وكل ما أنوي أوقف الشغل أرجع بحماس أكبر عشان بحلم اطمن عن كل بنت في بيت زوجها وقتها هيكون حلم حياتي اتحقق”.