بعد 8 سنوات من الكراهية.. التفاصيل الكاملة لجريمة بدأت بتحريض وانتهت بالإعدام

أودعت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار حسين فاضل، حيثيات حكمها الصادر بالإعدام شنقًا ضد متهم أدين بقتل مواطن والشروع في قتل آخر بمنطقة الصف، في جريمة نابعة من خصومة ثأرية استمرت نحو ثماني سنوات، وذلك بعد أخذ رأي مفتي الجمهورية في القضية.

ملابسات الواقعة

تفاصيل الجريمة التي تحمل رقم ٦٣٢٧ لسنة ٢٠٢٤ بمركز الصف، كشفت عن تصاعد نزاع ثأري قديم بين عائلة أبو عبد السلام، التي ينتمي إليها المتهم الأول والثالث والرابع، وعائلة أبو قاسم التي ينتمي إليها المجني عليه الأول سعد سيد سعد حسن.

بحسب حيثيات الحكم، قامت المتهمة الثالثة نادية جمعة حسين نجم والمتهم الرابع طارق سعيد أحمد سيد عبد السلام بتحريض المتهم الأول محمد عصام سعيد أحمد والثاني حسام محمود علي حسن أحمد، على ارتكاب جريمة القتل ردًا على خصومة الثأر، وتم الاتفاق بين المتهمين على تنفيذ الجريمة. المتهم الرابع قدم الدعم المالي للمتهم الأول لشراء الأسلحة والعتاد اللازم، حيث أعد الأخير السلاح والذخيرة والملابس المناسبة لتنفيذ الجريمة.

تفاصيل تنفيذ الجريمة

في صباح يوم 18 يناير 2024، ترصد المتهمان الأول والثاني المجني عليه أثناء خروجه من منزله لإحضار طعام الإفطار، حيث كان المتهم الثاني يقود الدراجة النارية التي تخص المتهم الأول، والاثنان كانا يرتديان ملابس «عفريتة» زرقاء مع أقنعة للتمويه والتمكن من الهروب دون كشف هويتهما.

أطلق المتهم الأول عدة أعيرة نارية من مسدس (طبنجة سوداء عيار 9 مم) على المجني عليه، ما أدى إلى وفاته في الحال، ثم أطلق النار على المجني عليه الثاني صبحي عبد العزيز صالح الذي حاول منعه من الهروب، لكنه لم يتمكن من قتله لنجاح صبحي في الحصول على العلاج.

شهد على الواقعة عدد من الشهود، من بينهم صبحي عبد العزيز نفسه، الذي أكد رؤية المتهم الملثم يطلق النار عمداً على المجني عليه ويصاب هو أيضًا، مشيرًا إلى نية القتل المسبقة.

أقوال المتهمين والأدلة

خلال التحقيقات، اعترف المتهمان الأول والثاني بارتكابهما الجريمة، مؤكدين تعمدهما قتل المجني عليه الأول، واتفاقهما المسبق على ذلك، بالإضافة إلى إقرارهما باستخدامهما للأسلحة والملابس التي ضبطت بحوزتهما. كما أشارت المحكمة إلى أن الفيديوهات التي تم تفريغها تؤكد وقوع الحادث كما شهد به الشهود، واعترف المتهمان بأنهما الظاهران في مقاطع الفيديو.

المتهمان الثالث والرابع تورطا بالتحريض والمساعدة، حيث قدم المتهم الرابع التمويل اللازم لتنفيذ الجريمة، مما أظهرت الأدلة تورطهما كاملاً في الجريمة.

حيثيات الحكم

أكدت المحكمة في حيثياتها أن الأدلة المقدمة كانت قوية ومتماسكة، وأن دفاع المتهمين افتقر إلى أي دليل يمكن أن ينفي إدانة موكليهم، بل جاء نفيهم متناقضًا وغير مدعوم بأدلة ملموسة.

وعليه، قررت المحكمة إدانة المتهم الأول بارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، كما أدانت المتهمين الآخرين بالمساعدة والتحريض، وحكمت على المتهم الأول بالإعدام شنقًا.