عاجل

خبير سياسي: فتح المساعدات لغزة جاء بعد تحركات وضغط دبلوماسي مصري |فيديو

المساعدات الإنسانية
المساعدات الإنسانية

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يمثل خطوة بالغة الأهمية، جاءت بعد تحركات مصرية مكثفة خلال الأيام الماضية. 

وأوضح طارق فهمي، خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أن الدور المصري لم يقتصر على الجانب الإنساني فقط، بل شمل مسارات سياسية ودبلوماسية متوازية تهدف إلى التوصل لهدنة شاملة واستئناف المفاوضات، مشيرًا إلى  أن مصر تبنت تحركًا مسؤولًا ومدروسًا في مواجهة السياسات الإسرائيلية التي تعمّق الأزمة في القطاع، إذ أن فتح إسرائيل لبعض المسارات لدخول المساعدات جاء نتيجة ضغط سياسي ودبلوماسي مارسته القاهرة بشكل حاسم، ما أجبر إسرائيل على التراجع عن بعض إجراءاتها التعسفية تجاه المدنيين في غزة.

أبعاد متعددة للتحرك المصري

لفت طارق فهمي إلى أن التحرك المصري متنوع وشامل، حيث يضم ثلاثة مسارات رئيسية: الأول إنساني يتمثل في إدخال المساعدات وتقديم التسهيلات لسكان القطاع، والثاني سياسي يهدف إلى إعادة إطلاق مفاوضات التهدئة، والثالث دولي يتمثل في جهود التنسيق مع القوى الكبرى، وعلى رأسها فرنسا والسعودية، ضمن مبادرة مؤتمر "حل الدولتين".

وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أن هذه الجهود تؤكد الدور المحوري الذي تلعبه مصر كطرف رئيسي في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة مع امتلاكها لعلاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، وقدرتها على تحريك المياه الراكدة في هذا الملف المعقد.

هدن إنسانية مرحلية 

وحول ما أعلنته إسرائيل من "هدن إنسانية" في مناطق معينة من قطاع غزة، أوضح طارق فهمي أن هذه الهدن لا تمثل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، بل هي إجراءات مرحلية ذات طابع إنساني بحت، مضيفًا أن نجاح هذه الهدن في تخفيف معاناة السكان، قد يُمهّد الطريق لبحث إمكانية التوصل إلى هدنة موسعة تمتد إلى 60 يومًا، تمثل بدورها نقطة انطلاق جديدة نحو العودة إلى طاولة التفاوض.

وأكد أن القاهرة تتعامل مع هذه المرحلة الدقيقة بحذر ومرونة في الوقت نفسه، وتسعى إلى البناء على هذه الهدن المؤقتة لتحقيق مكاسب إنسانية وسياسية على المدى القريب.

المساعدات الانسانية 
المساعدات الانسانية 

تنسيق مصري دولي

واختتم طارق فهمي تصريحاته بالتأكيد على أن التحركات المصرية لا تزال مستمرة على كل المستويات، مشيرًا إلى أن القاهرة تراقب عن كثب ما ستعلنه الحكومة الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة بشأن توسيع نطاق الهدن المؤقتة.

وشدد على أن مصر تتعاون بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لمراجعة السياسة الإسرائيلية الحالية، التي تسعى إلى تكريس سياسة "الأمر الواقع"، موضحًا أن القاهرة تستهدف عبر جهودها تحجيم الانتهاكات الإسرائيلية ودفع مسار التهدئة إلى الأمام، بما يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق استقرارًا إقليميًا مستدامًا.

تم نسخ الرابط