خبير عسكري: الضربات الأمريكية ضد الحوثيين تصعيد ضد إيران |فيديو|

أكد العميد الدكتور طارق العكاري، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الضربات الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن كانت نتيجة متوقعة، في ظل تزايد التهديدات التي يمثلها الحوثيون على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأوضح أن هذه العمليات تأتي في إطار تحركات أمريكية أوسع لإظهار موقف أكثر حزمًا، في ظل تباين السياسات بين الإدارتين الأمريكيتين السابقة والحالية.
تصعيد أمريكي وإسرائيلي
وخلال مداخلته في برنامج "مطروح للنقاش"، الذي يبث على قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار العكاري إلى أن هذه الضربات لم تكن رد فعل مفاجئًا، بل جاءت بعد أشهر من العمل الاستخباراتي المكثف، حيث حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل جمع بيانات دقيقة عن مواقع الحوثيين، خاصة بعد استهداف ميناء الحديدة.
وأوضح أن إسرائيل أدركت ضعف معلوماتها الاستخباراتية في اليمن بعد هذا الهجوم، مما دفعها لتعزيز التنسيق مع الجانب الأمريكي، حيث استهدفت الضربات منظومات الدفاع الجوي والرادارات الحوثية، في خطوة تهدف إلى تقليل قدراتهم على الرد، إضافة إلى تمهيد الأرضية لأي عمل عسكري محتمل ضد إيران، في حال فشل المفاوضات حول ملفها النووي.
سيناريوهات مواجهة إيران
وحول التصعيد ضد إيران، أشار العكاري إلى أن تنفيذ أي ضربة عسكرية أمريكية ضد طهران لن يتم دون تنسيق وثيق مع إسرائيل، لأن تل أبيب لا تستطيع شن هجوم منفرد على إيران نظرًا للتحديات العسكرية واللوجستية، مثل الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود جوًا بسبب بعد المسافة.
كما أكد أن هناك ضغوطًا كبيرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على واشنطن لدفعها نحو تبني نهج عسكري أكثر صرامة ضد إيران، خاصة مع تصاعد التوترات في المنطقة.
كيف سيرد الحوثيون؟
أما فيما يتعلق برد الفعل الحوثي، فقد أشار العكاري إلى أن الحوثيين لن يتراجعوا بسهولة، ومن المرجح أن يواصلوا استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، بل قد يمتد هجومهم ليشمل منشآت نفطية إقليمية، في محاولة للضغط على المجتمع الدولي.
لكن رغم هذه التحركات، شدد العكاري على أن هناك فجوة كبيرة في القدرات القتالية بين الحوثيين والقوات الأمريكية، مما يجعل تأثير الحوثيين محدودًا نسبيًا، مقارنة بالقوة العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

تحليل استراتيجي
وأكد العكاري أن الوضع في البحر الأحمر والشرق الأوسط يتجه نحو مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى فرض توازن قوى جديد من خلال استهداف الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران، بينما تحاول طهران الرد عبر وكلائها في المنطقة.
وأشار إلى أن الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد مستقبل الصراع، سواء من خلال تصعيد عسكري أوسع، أو عبر اتفاقيات دبلوماسية قد تخفف من حدة التوتر، لكنه شدد على أن الخيار العسكري لا يزال مطروحًا بقوة، خاصة إذا استمرت الهجمات على المصالح الغربية والإسرائيلية في المنطقة.