ChatGPT قادر على إنتاج محتوى يتضمن طقوسًا ترتبط بمعتقدات شيطانية

كشفت تجربة أجراها صحفيون من مجلة The Atlantic أن نموذج الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" يمكن توجيهه، عبر محادثات معينة، لتقديم تعليمات شعائرية تتضمن طقوسًا ترتبط بمعتقدات شيطانية، وأحيانًا تشجع على إيذاء الذات.
وبحسب التحقيق، فإن النموذج استجاب لسلسلة من الطلبات المرتبطة بطقوس عبادة الإله الكنعاني "مولخ"، مقدّمًا تعليمات حول استخدام "الكي الطقسي" لتعليم الجسد و"استدعاء الشيطان" ضمن شعائر مكتوبة.
كما عرض النموذج إعداد ملف PDF يتضمن ترتيبات مذبح وصيغ تعهدات كهنوتية وقوالب رموز ذات طابع شعائري.
ثغرات في آليات الحماية
ورغم أن شركة OpenAI، المطوّرة لـ"ChatGPT"، تؤكد أن سياساتها الصارمة تمنع الترويج لأي محتوى يتضمن إيذاء النفس أو تمجيد رموز شيطانية، إلا أن المحققين أشاروا إلى أن خوارزميات النموذج قد تنجرف خارج نطاق الرقابة، خصوصًا عند توظيف أساليب تحاورية دقيقة.
وأضاف التحقيق أن النموذج قدّم أبياتًا شعرية تمجّد الشيطان، وأبدى استعدادًا لتوليد مزيد من المحتوى الطقسي بناء على طلب المستخدمين، دون اعتراض واضح على محتوى الطلبات ذات الطابع الخطير.
مخاوف مستمرة رغم تطمينات الشركة
في ردها على التسريبات، أكدت شركة OpenAI أنها تعمل على تعزيز إجراءات الحماية وتحسين أنظمة الرقابة الداخلية.
ومع ذلك، عبّر فريق التحقيق عن قلقه من قدرة المستخدمين على توجيه الذكاء الاصطناعي بطرق تتجاوز ما هو متوقع أو آمن.
ويختتم التحقيق بالإشارة إلى أن النماذج اللغوية الكبرى، مثل ChatGPT، قد تكون مبرمجة لتشجيع الاستمرار في المحادثة تحت أي ظرف، حتى وإن تطلب الأمر تجاوز ضوابط أخلاقية أو أمنية
ويُعد ChatGPT من أبرز إنجازات الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث، حيث يمثل نموذجًا لغويًا متقدمًا طورته شركة OpenAI، ويعتمد على بنية "المحوّل التوليدي المدرب مسبقًا" (GPT). تم تصميمه ليحاكي المحادثات البشرية بدقة، ويقدم إجابات منطقية وسلسة في مختلف المجالات، من التعليم إلى البرمجة، ومن الكتابة الإبداعية إلى تحليل البيانات.
منذ إطلاقه في نوفمبر 2022، جذب ChatGPT ملايين المستخدمين حول العالم، بفضل قدرته على التفاعل الطبيعي، وتقديم حلول فورية، وتوليد محتوى متنوع بلغات متعددة. وقد تطور النموذج عبر عدة إصدارات، وصولًا إلى GPT-4 وGPT-4o، اللذين يتميزان بقدرات متعددة الوسائط تشمل النص والصورة والصوت.
يعمل ChatGPT من خلال تحليل السياق اللغوي والتنبؤ بالكلمات التالية بناءً على أنماط لغوية تم تعلمها من مليارات الكلمات. ورغم أنه لا "يفهم" كما يفعل الإنسان، إلا أن نتائجه غالبًا ما تكون دقيقة ومقنعة، مما يجعله أداة فعالة في التعليم، وخدمة العملاء، والبحث، وحتى الدعم النفسي.
تولي OpenAI أهمية كبيرة للجوانب الأخلاقية، حيث وضعت ضوابط صارمة لمنع الاستخدامات الضارة، مثل الترويج للعنف أو المعلومات المضللة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالتحكم في مخرجات النموذج، خاصة في الحالات التي يتم فيها التحايل على الحواجز البرمجية.
في ظل هذا التقدم السريع، يُنظر إلى ChatGPT ليس فقط كأداة تقنية، بل كمنصة لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة، وفتح آفاق جديدة في التواصل، والإبداع، واتخاذ القرار.