إيهاب هيكل: زيادة أعداد خريجي طب الأسنان تتجاوز حاجة سوق العمل |فيديو

كشف الدكتور إيهاب هيكل، نقيب أطباء الأسنان، عن أزمة حقيقية تهدد مستقبل المهنة في مصر بسبب الزيادة غير المسبوقة في أعداد الخريجين، مقابل محدودية فرص العمل والتدريب في سوق القطاعين العام والخاص.

وأوضح إيهاب هيكل، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الستات" على قناة النهار، أن الأزمة تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، وأن التحذيرات بدأت منذ عام 2016 دون استجابة فعلية من الجهات المعنية.

أرقام صادمة .. وأزمة سوق العمل

أشار إيهاب هيكل إلى أن عدد أطباء الأسنان المسجلين حاليًا في النقابة بلغ 112 ألف طبيب، إضافة إلى أكثر من 70 ألف طالب ما زالوا قيد الدراسة في كليات طب الأسنان، وهو ما يتجاوز القدرة الاستيعابية لسوق العمل بكثير.

وأضاف إيهاب هيكل أن المعدل العالمي يقضي بوجود طبيب أسنان واحد لكل 2000 مواطن، بينما تشير بعض المنظمات إلى طبيب لكل 7500 مواطن، ما يعني أن مصر تجاوزت الحدود الطبيعية بكثير، وهو ما ينذر بزيادة البطالة في صفوف الأطباء الجدد.

غياب الاستجابة الحكومية

وأكد إيهاب هيكل أن النقابة قامت منذ سنوات بعدة دراسات ورفعتها إلى وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي وحتى رئاسة الجمهورية، تطالب فيها بـ: "وقف إنشاء كليات جديدة لطب الأسنان، تقليل أعداد المقبولين بالكليات القائمة، ربط التكليف الحكومي بالاحتياجات الفعلية".

كما أوضح إيهاب هيكل أن لجنة قطاع طب الأسنان بالتعليم العالي أصدرت مؤخرًا توصيات رسمية بمنع فتح كليات جديدة، وتم إرسالها إلى الجهات المختصة، بما في ذلك اللجنة التنسيقية لعلوم الصحة والحياة برئاسة الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب.

تكليف محدود وفرص شحيحة

لفت إيهاب هيكل إلى أن من بين 112 ألف طبيب مسجل، لم يُكلّف حتى الآن سوى 12 ألفًا فقط، والباقي يعملون بشكل حر أو يسافرون خارج البلاد أو يعانون من بطالة جزئية وكاملة.

وأكد إيهاب هيكل أن وزارة الصحة نفسها أقرت بعدم وجود احتياج حقيقي لأعداد كبيرة من أطباء الأسنان، وبالتالي فإن قرار التكليف أصبح خاضعًا لمعايير العرض والطلب، مما يعني تقليص فرص العمل الحكومي لأغلب الخريجين.

أزمة الكليات الخاصة 

أشار إيهاب هيكل إلى أن ما يزيد الطين بلّة هو الانتشار العشوائي للكليات الخاصة، إذ تم إنشاء 8 كليات جديدة مؤخرًا من أصل 12 جامعة، دون دراسة واضحة لاحتياجات السوق.

وتساءل إيهاب هيكل: "إذا كانت الدولة ممثلة في وزارة الصحة تُعلن عدم الحاجة إلى أطباء أسنان أو صيادلة أو علاج طبيعي، فما الداعي لإنشاء مزيد من الكليات؟"، مشيرًا إلى غياب التنسيق بين الوزارات والجهات المعنية في رسم سياسات التعليم والوظائف.

دعوة لإعادة النظر

اختتم الدكتور إيهاب هيكل حديثه بدعوة صريحة إلى إعادة قراءة الواقع بمنهجية علمية، بعيدًا عن العواطف أو الطموحات الشخصية، قائًلا: "ندرك أن حلم كثير من الطلاب وأسرهم هو دخول طب الأسنان، لكن علينا أن نوازن بين الحلم والواقع، فهناك مهن أصبحت مهددة بسبب التضخم في أعداد الخريجين، وإذا لم يتم تدارك الموقف سريعًا، فسنواجه أزمة حقيقية في السنوات القادمة".

ودعا إيهاب هيكل إلى إعادة النظر في سياسات القبول بالتعليم العالي، خاصة في التخصصات الطبية، ووضع خطط استراتيجية تربط بين أعداد الخريجين واحتياجات السوق لضمان مستقبل أفضل للطلاب والمهنة على حد سواء.