وحدة حقوق الإنسان بدمياط تطلق حملة توعية رقمية عن مخاطر "الدارك ويب"

أطلقت وحدة حقوق الإنسان بديوان عام المحافظة، تحت رعاية الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط، وبإشراف المهندسة شيماء الصديق نائب المحافظ، حملة توعية رقمية شاملة تستهدف كافة فئات المجتمع، خاصة الشباب والأسر.
وجاءت انطلاقة هذه الحملة بندوة تثقيفية بعنوان "مخاطر الدارك ويب والديب ويب – الجانب المظلم من الإنترنت"، عقدت بمقر ديوان عام محافظة دمياط، وحاضرت فيها الدكتورة شيرين الحسيني، خبيرة الأمن الرقمي والتحول التكنولوجي، وسط حضور مكثف من أعضاء وحدات حقوق الإنسان بالوحدات المحلية والمديريات، إلى جانب عدد من شباب برنامج "YLY" التابع لوزارة الشباب والرياضة.
وأدار الندوة الأستاذ عز الدين نور، مدير وحدة حقوق الإنسان بالمحافظة، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن هذه الحملة تأتي استجابة للتحديات المتزايدة التي تفرضها الثورة الرقمية، خاصة مع اتساع دائرة الاستخدام التكنولوجي بين الشباب والأطفال دون إدراك كافٍ للمخاطر الكامنة خلف الشاشات، مشيراً إلى أن التوعية لم تعد ترفاً بل ضرورة ملحة لحماية الأسرة والمجتمع.
وقد تناولت الندوة شرحاً وافياً لمفهومي "الديب ويب" و"الدارك ويب"، حيث أوضحت الدكتورة شيرين الحسيني الفارق بينهما، مشيرة إلى أن "الديب ويب" يشمل المحتوى غير المفهرس لمحركات البحث مثل قواعد البيانات والمراسلات الخاصة، بينما يُعد "الدارك ويب" بيئة إلكترونية خفية تستخدم عادة لأغراض غير قانونية مثل بيع البيانات الشخصية، تجارة المخدرات، الأسلحة، والتجنيد الإجرامي.
كما استعرضت الحسيني الأساليب التي يتبعها القراصنة والجهات المشبوهة في استهداف فئات معينة من المستخدمين، خصوصاً الأطفال والمراهقين، من خلال الألعاب الإلكترونية أو مواقع الدردشة، مشددة على ضرورة دور الأسرة في مراقبة استخدام الأبناء للإنترنت وتوعيتهم بخطورته، إلى جانب الحاجة لتكثيف الجهود الرسمية والمجتمعية لنشر ثقافة الاستخدام الآمن للتكنولوجيا.
ولاقت الندوة تفاعلاً كبيراً من الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للمحتوى المقدم، حيث تخللت الجلسة مناقشات مفتوحة وأسئلة من الحضور، تم خلالها توضيح كيفية الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية، وسبل الوقاية من الوقوع ضحايا للابتزاز أو التجنيد الرقمي، كما تم توزيع كتيبات تعريفية على المشاركين تتضمن خطوات الحماية الإلكترونية ومؤشرات الدخول إلى مواقع مشبوهة.
وفي ختام الندوة، أعلن عز الدين نور أن هذه الفعالية هي الأولى في سلسلة ندوات مجتمعية مخططة ضمن الحملة الرقمية التي أطلقتها وحدة حقوق الإنسان بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، والتي تستهدف مختلف الفئات العمرية. وأوضح أن الندوة القادمة ستُعقد الأسبوع المقبل بمكتبة مصر العامة تحت عنوان "سبل مواجهة العنف الإلكتروني ضد المرأة"، في إطار دعم المرأة وتحصينها ضد التهديدات الرقمية التي تواجهها في الفضاء الإلكتروني.
وأكد أن هذه المبادرات تأتي في سياق حرص الدولة، وبتوجيه من القيادة السياسية، على صون كرامة الإنسان المصري، وتعزيز حقوقه الرقمية، وبناء وعي حقيقي بقضايا العصر الحديث، موجهاً الشكر لمحافظ دمياط ونائب المحافظ على دعمهما الكامل لهذه المبادرات النوعية.
وتأتي هذه الحملة كترجمة فعلية لرؤية الدولة نحو التحول الرقمي الآمن، وضمن استراتيجية دمياط نحو مجتمع رقمي مسؤول وآمن لجميع فئاته، خاصة الشباب والأطفال.