في كل عام، يحتفل الإعلام والمجتمع بأوائل الثانوية العامة..صورهم على الجدران، تصريحاتهم في البرامج، والبوستات عنهم بتاخد شير أكتر من بوستات خطوبة كريستيانو رونالدو.
كل ده جميل ومفرح… بس بعد خمس سنين؟
فين الطالب الأول؟
اشتغل؟
أبدع؟
بقى رقم واحد في مجاله؟
ولا بقى رقم جلوس تاني في طابور البطالة؟
الحقيقة المؤلمة:
الطالب المتفوق يا إما بيقع في فخ “نُجيبة” (التي لعبت دورها ياسمين عبد العزيز في فيلم “الثلاثة يشتغلونها”)،
يا إما بيقعد يبل ريقه ويعد فلاتر البلوجر سوزي الأردنية اللي نجحت بـ50%… وجمعت مليون!
نُجيبة كانت شايلة التعليم على كتفها لحد ما كسر ضهرها، لكن للأسف نسيت شوية دروس أهم من المنهج وهي :
🔹 المجموع مش CV
ولا شركة هتطلب منك شهادة تقدير مكتوب فيها “الأول على الجمهورية”، بس هيسألوك:
بتعرف تشتغل على Excel؟ عندك LinkedIn؟ اشتغلت قبل كده؟ ولا لسه بتطبع سيرتك الذاتية على ورق كوشيه؟
🔹 الكلية مش تاج على الراس
اختار تخصص بيأكلك عيش مش تخصص بيخلي العيلة تزغرد و”الخال يطبل في الجروب”.
🔹 التقدير مش خبرة
HR مش هيبص على تقديرك “امتياز مع مرتبة الشرف في الحفظ”،
هو عايز حد اشتغل، جرب، خسر، اتعلم، رجع تاني… مش حد بيصحى على صوت المنبه يحفظ Definitions.
🔹 الدنيا مش كتاب الوزارة
اللي جاب 70% ممكن يسبقك في الشغل لأنه كان بيحضر كورسات وإنت كنت بتراجع النموذج الاسترشادي!
🔹 اشتغل على نفسك مش على الناس
اعرف السوق، طوّر مهاراتك، جرّب، افشل، حاول تاني… مش لازم تكون عبقري، كفاية تكون مُجتهد.
أما نموذج “سوزي الأردنية”…
فده فيلم من نوع تاني!
نجحت بـ50%، عملت لايف، لبست كأنها رايحة مهرجان، دموع – إضاءة – موسيقى وطنية – ومكياج بيستحمل الزلازل والانهيارات العاطفية.
سوزي قالت:
“أنا مش أقل من حدا… أنا نجحت… وهاي شهادة!”
والناس صدقتها… لا وبعتولها “أسود” (تبرعات مالية مش مشاعر)،
وفي ساعتين جابت تقريبًا 960 ألف جنيه مصري!
والنتيجة؟
نموذج فقّاعة… بيطفو فوق السوشيال ميديا شوية، وبعدين ينفجر ويطلع مفيش.
سوزي مش كويس، وسوزي مش هدف…
سوزي ظاهرة… بس مش قدوة.
الخلاصة
لا تكن نُجيبة فتتحول لعبقري على الورق فقط،
ولا تسوزي نفسك فتتحول لبلوجر بلا مضمون…
خليك نفسك.
ادرس، اشتغل، طوّر، ابني طموحك…
واعرف إن “التفوق مش نهاية القصة… ده أول سطر فيها”.