خبير عسكري يكشف تداعيات الغارات الأمريكية ضد الحوثيين (فيديو)

أكد اللواء أركان حرب أسامة محمود، كبير المستشارين بكلية القادة والأركان المصرية، أن الغارات الأمريكية الأخيرة على مواقع الحوثيين في اليمن تُجسد استخدامًا مفرطًا للقوة، وتعكس تبني واشنطن لنهج "الصدمة والترويع" في التعامل مع التهديدات الإقليمية، في ظل تصاعد التوتر في المنطقة.
ضربات استباقية
وأوضح اللواء أسامة، خلال مداخلة مع الإعلامي همام مجاهد على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الهجمات التي شملت صنعاء، وصعدة، وحجة، وتعز، والبيضاء جاءت مباشرة بعد انتهاء المهلة التي منحها الحوثيون لإسرائيل لفتح المعابر إلى غزة.
وأشار إلى أن هذه الضربات قد تكون تحركًا استباقيًا، لافتًا إلى أن أي سفينة إسرائيلية لم تكن قد عبرت البحر الأحمر قبل تنفيذها، مما يؤكد أن واشنطن كانت تهدف إلى إعادة فرض معادلة الردع ضد الحوثيين.
وأضاف أن الغارات طالت مواقع عسكرية حيوية للحوثيين، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومطارات عسكرية تُستخدم لإطلاق المسيرات والصواريخ، مشيرًا إلى أن هذه المناطق قريبة من التجمعات السكانية، وهو ما يثير مخاوف بشأن التداعيات الإنسانية المحتملة.
الموقع الاستراتيجي للحوثيين
أكد اللواء أسامة أن الحوثيين يسيطرون على نحو 22% من الجغرافيا اليمنية، والتي تشمل المناطق الغربية المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهي مناطق استراتيجية تُشكل شريانًا حيويًا لحركة التجارة الدولية.
وأشار إلى أن امتلاك الحوثيين لقدرات صاروخية ومسيرات متطورة، بالإضافة إلى سيطرتهم على مواقع قريبة من ممرات ملاحية دولية، يجعلهم طرفًا رئيسيًا في أي تصعيد عسكري.
كما شدد على أن هذه الضربات قد تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، لا سيما إذا قررت إسرائيل التدخل المباشر في جنوب الجزيرة العربية.
المخاطر الإنسانية
حذر اللواء أسامة من أن تصعيد العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين قد يؤدي إلى تداعيات غير محسوبة، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها اليمن منذ سنوات.
وأوضح أن استهداف مواقع الحوثيين في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية قد يُسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، مما قد يؤدي إلى زيادة التوترات الإقليمية وإثارة ردود فعل دولية غاضبة.
وشدد على أن استمرار واشنطن في نهج الضربات الجوية المركزة قد لا يكون الحل الأمثل، إذ إن العمليات العسكرية وحدها لا تكفي لإنهاء التهديد الحوثي، بل قد تُعزز من نفوذهم في الداخل اليمني وتُكسبهم المزيد من الدعم الشعبي ضد ما يمكن اعتباره "عدوانًا خارجيًا".

الاستراتيجية العسكرية والسياسية
وأكد اللواء أسامة أن أي استراتيجية عسكرية تجاه الحوثيين يجب أن تأخذ في الاعتبار البُعد السياسي والإنساني، محذرًا من أن الاستهداف العسكري للمناطق التي يسيطرون عليها لا بد أن يكون مدروسًا بعناية، لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأوضح أن الحل الأمثل يكمن في الجمع بين الأدوات العسكرية والدبلوماسية، والعمل على إيجاد تسوية سياسية تضمن الأمن الإقليمي وتُقلل من المخاطر على الملاحة الدولية.
وأضاف: "أي تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تتجاوز حدود اليمن، مما يتطلب نهجًا أكثر توازنًا في التعامل مع الأزمة".