بعد وفاة 6 أطفال بسببها.. خطوات لإسعافات طفلك من المبيد الحشري

أصيب 6 أطفال بإعياء شديد، وتم نقلهم إلى المستشفى، وذلك نتيجة إدعاء تناول مبيد حشري في مركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا.
وتلقت الأجهزة الأمنية، إخطارا من غرفة عمليات النجدة يتضمن إصابة 5 أطفال بحالة إعياء شديدة، وعلى الفور انتقلت سيارات الإسعاف والأجهزة الأمنية إلى موقع البلاغ، وتم نقل الأطفال إلى المستشفي لتلقي العلاج اللازم.

وتسلط هذه الواقعة الضوء على المخاطر الجسيمة التي تمثلها المبيدات الحشرية، إذ إنها تعتبر من المواد ذات السمية العالية للغاية، التي يفوق ضررها أحيانًا الغرض الأساسي من استخدامها في مكافحة الحشرات، لتتعدى ذلك وتهدد صحة الإنسان، ولا سيما الأطفال الذين يُعدّون أكثر فئات المجتمع تأثرًا بمضاعفات هذه المواد. ويكمن خطر المبيدات في إمكانية حدوث التسمم، سواء عبر تناولها مباشرة عن طريق الفم، أو استنشاق أبخرتها، أو حتى جرّاء ملامسة الجلد للأسطح الملوثة بها، وغالباً ما تبدأ مؤشرات التسمم في الظهور بعد وقت قصير من التعرض، لكنها قد تبرز أحيانًا خلال اليومين التاليين.
تتنوع الأعراض الناتجة عن التعرض للمبيدات الحشرية، وتشمل تهيج الجهاز التنفسي والشعور بإلتهاب الحلق أو السعال المستمر، بالإضافة إلى حدوث تفاعلات تحسسية لدى بعض الأشخاص مثل الطفح الجلدي أو الحكة الشديدة.
كما يعاني المصابون عادة من مشكلات في العين كالإحمرار أو الحرقان، إلى جانب علامات أخرى مثل الغثيان، والقيء، والإسهال، وكلها علامات تشير إلى تأثر الجهاز الهضمي.
وفي حالات التسمم الحاد، قد تظهر أعراض أشد خطورة كارتفاع درجة الحرارة، والصداع الشديد، وفقدان الوعي، وقد تتفاقم الحالة لتصل إلى التشنجات أو حتى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.

أكدت الدكتورة هبة يوسف أستاذ مساعد الطب الشرعى والسموم بطب بورسعيد في تصريحات صحفية سابقة، أن المبيدات الحشرية تستخدم بكثرة فى المنازل، خصوصا عندما يكون رب الأسرة مزارعا فى قرية، والأسرة تستخدم المبيدات فى التنظيف ومطاردة الحشرات الطائرة والزاحفة، ويتعرض الأطفال لخطر شرب المبيدات الحشرية أو استنشاقها عن طريق الخطأ.
خطورة شديدة للمبيدات الحشرية
وقالت الدكتورة هبة يوسف أن الخطورة الشديدة لهذه المبيدات تكمن عندما تحفظ هذه المبيدات الحشرية فى أوعية للمشروبات الغازية المحببة للأطفال ،فيشربها الطفل اعتقادا منه أنها من المشروبات الغازية، ويحدث التسمم فى لحظات إذا لم تراع الأم حفظ هذه المواد الكيميائية السامة بعيدا عن متناول الأطفال فى دولاب محكم الغلق.

وأشارت إلى أن بعض السيدات فى الريف المصرى يصنعن زيت شعر مكونا من الجاز، والمبيدات الحشرية، وتدهن فروة رأس الطفل أو الطفلة بهذا الزيت، مما يؤدى إلى امتصاص المادة السامة، بإحدى الطرق الآتية:
أولا : عن طريق الجلد ومنه الى الدورة الدموية ثم يتركز فى المعدة وكأن الطفل بلع هذه المادة السامة مما يتطلب إجراء غسيل معدة لهذا الطفل.
ثانيا: الاستنشاق إذا تم رش هذه المبيدات فى المنزل دون ارتداء ماسك واق للفم والأنف.
ثالثا: عن طريق البلع إذا شرب الطفل هذه المادة السامة اعتقادا منه أنها مشروبات غازية .
وهذه المواد بسرعة يمتصها الجسم خلال من 15 إلى 20 دقيقة، مما يؤدى إلى زيادة الإفرازات من جميع الجسم مثل العرق والدموع الغزيرة والإسهال والقىء، ولكن أخطر هذه الأعراض إصابة الجهاز التنفسى بضيق شديد بالشعب الهوائية، وارتشاح بالرئة وصعوبة التنفس، وتورم رئوى يؤدى إلى الوفاة
ولذا يجب إجراء الإسعافات الأولية بسرعة كبيرة وهى:
أولا : إذا كان عن طريق الجلد يتم نزع الملابس المبللة بالمبيد الحشرى، وغسل الجلد جيدا بالماء والصابون، والغسل يكون ببروتوكول معين وهو غسل الجلد بماء بارد فى الــ 5 دقائق الأولى من الوصول للمستشفى وباستخدام إسفنجة ناعمة، وعدم استخدام فرشة خشنة أو ليفة أو الدش الغزير حتى لا تحدث جروح بالجلد تساعد على امتصاص المادة السامة، ثم فى الـ 5 دقائق الثانية يتم غسل الجلد بماء فاتر ثم فى آخر الــ 5 دقائق الأخرى يتم غسل الجلد بماء بارد وصابون، حتى يساعد على انقباض الأوعية الدموية، وعدم امتصاص المادة السامة.
ثانيا: إذا كان عن طريق البلع ينصح بعدم إعطاء المريض أى شىء عن طريق الفم ، وعمل غسيل معدة للتخلص من المادة السامة خلال الساعة الأولى من البلع.
ثالثا : إذا كان عن طريق التنفس يتم وضع المريض على أوكسجين ،وإعطائه موسع للشعب الهوائية ،وقد يتطلب الأمر دخول المريض الرعاية المركزة لوضعه على جهاز تنفس الصناعى لضمان سلامة وظائف التنفس، وفى كل الأحوال يجب إعطاء المريض الترياق المضاد لعمل المبيد الحشرى، وهو الأتروبين من خلال أمبولات تؤخذ بمعرفة طبيب السموم، وفى حال ظهورأعراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو ظهور رفة تحت الجلد، أو ظهور تشنجات ،ينصح باستخدام ترياق آخروهو "أوبيدوكسيم "ولأن الوقاية خير من العلاج يجب عدم استخدام المبيدات الحشرية فى المنزال وعدم وضعها فى أماكن يسهل وصول الأطفال إليها .