عاجل

ناقد موسيقى: الاحتفالات بأم كلثوم يعيد إحياء تراثها للأجيال الجديدة |فيديو

أم كلثوم
أم كلثوم

أكد الناقد والمؤرخ الموسيقي محمد دياب أن احتفال وزارة الثقافة بذكرى كوكب الشرق أم كلثوم يعد خطوة هامة لإحياء تراثها الفني وتعريف الأجيال الجديدة بعظمة إرثها الموسيقي. 

وأوضح أن مرور خمسة عقود على وفاتها لم يقلل من تأثيرها العميق على الذوق العام، بل إن الاحتفاء بها يساهم في تحسين الذوق الغنائي لدى الشباب، وتعريفهم بقيمتها الفنية الفريدة.

أم كلثوم والتعليم

وخلال مداخلته على قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار دياب إلى أن أم كلثوم لم تكمل تعليمها الأكاديمي، إلا أن ذلك لم يكن عائقًا أمام ثقافتها الواسعة. فقد كان الشاعر أحمد رامي، أحد أعمدة الشعر الغنائي، هو المعلم الأول الذي ساهم في تثقيفها وتعليمها، فضلاً عن تأثرها بمن حولها من رموز الفكر والفن في عصرها. 

كما أن شغفها بالقراءة والاطلاع كان له دور كبير في تنمية وعيها، مما جعلها قادرة على أداء أغانيها بفهم عميق للمعاني والمفردات، وهو ما منح أعمالها عمقًا عاطفيًا وفنيًا فريدًا.

وأضاف أن أم كلثوم، رغم الشهرة الواسعة والمجد الفني الذي وصلت إليه، ظلت وفية لجذورها الريفية، وهو ما انعكس في شخصيتها المتواضعة والتزامها بقيمها الأصيلة.

أيقونة الغناء العربي

وأوضح المؤرخ الموسيقي أن حياة أم كلثوم لم تكن سهلة، حيث نشأت في ظروف قاسية مليئة بالتحديات. فقد عانت من الفقر في طفولتها، واضطرت إلى السفر بين القرى الصغيرة في دلتا مصر مع والدها للغناء في المناسبات الدينية. 

هذه التجارب ساهمت في تشكيل شخصيتها القوية، وزرعت فيها روح المثابرة والالتزام، وهو ما جعلها قادرة على تجاوز العقبات والتفوق في عالم الفن.

وأشار إلى أن أم كلثوم لم تكرس حياتها إلا لفنها، حيث سخّرت صحتها، ووقتها، ومالها من أجل الموسيقى. 

لم تكن مجرد مطربة، بل كانت قائدة فنية حقيقية، تدير أعمالها بحكمة، وتختار كلمات أغانيها وألحانها بعناية فائقة، مما جعلها تحظى بإجماع النقاد والجمهور على حد سواء.

أم كلثوم تراث لا يموت

وأكد أن أم كلثوم ستبقى أيقونة لا تموت في عالم الموسيقى العربية. ورغم التغيرات التي طرأت على الذوق الموسيقي بمرور الزمن، فإن أعمالها ما زالت تحظى بإعجاب الجماهير من مختلف الأعمار.

وأشار إلى أن الاحتفاء المستمر بها ليس مجرد تكريم لاسمها، بل هو محاولة للحفاظ على الذائقة الفنية الرفيعة، خاصة في ظل انتشار أنماط غنائية حديثة لا تحمل نفس العمق والإبداع. 

واعتبر أن مثل هذه المبادرات تساهم في إعادة إحياء التراث الموسيقي العربي، وتعريف الشباب بجماليات الفن الأصيل، مؤكدًا أن أم كلثوم ليست مجرد مطربة، بل مدرسة فنية وثقافية متكاملة.

تم نسخ الرابط