هداف الهلال السعودي على رادار مانشستر يونايتد الإنجليزي في ميركاتو الصيف

بات المهاجم الصربي الفذ ألكسندر ميتروفيتش، الهداف التاريخي لمنتخب بلاده، على أعتاب خطوة جديدة تُشكل منعطفًا كبيرًا في مسيرته الكروية الحافلة، ففي ظل تقارير صربية متزايدة، يبدو أن النجم الصربي يقترب بقوة من الانتقال إلى عملاق الدوري الإنجليزي الممتاز، مانشستر يونايتد، في صفقة قد تُعيد اللاعب إلى الأضواء الأوروبية الكبرى بعد فترة قضاها في دوري روشن السعودي.

الأنباء التي كشفت عنها إحدى الصحف الصربية الموثوقة تُشير إلى أن إدارة مانشستر يونايتد تخطط بالفعل للتعاقد مع مهاجم الهلال، في خطوة تُعبر عن رغبة "الشياطين الحمر" في تعزيز خطهم الأمامي بلاعب يمتلك حسًا تهديفيًا عاليًا وخبرة كبيرة. 

ما يُثير الدهشة في هذه الصفقة المحتملة هو أنها تأتي في ظل عدم اقتناع المدرب الجديد للفريق السعودي، الإيطالي سيموني إنزاجي، بخدمات ميتروفيتش ضمن مشروعه الفني للموسم الجديد. هذا القرار من المدرب الجديد للهلال يفتح الباب على مصراعيه أمام رحيل محتمل للنجم الصربي عن دوري روشن، ليُشكل مفاجأة مدوية لجماهير "الزعيم" التي اعتادت على أهداف ميتروفيتش الحاسمة.

يُنظر إلى هذه الصفقة، إن تمت، باعتبارها "نقلة تاريخية" في مسيرة ميتروفيتش، صاحب الثلاثين عامًا، الذي سبق له اللعب في عدد من الأندية الأوروبية الكبرى قبل انضمامه إلى الهلال السعودي في صيف 2023. فمسيرة اللاعب تشمل محطات مهمة مع أندية مثل بارتيزان الصربي، وأندرلخت البلجيكي، ونيوكاسل يونايتد الإنجليزي، وفولهام الإنجليزي. عودته المحتملة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحديدًا عبر بوابة نادي بحجم مانشستر يونايتد، تُعيده إلى قمة المنافسات الكروية العالمية، وتُتيح له فرصة إثبات قدراته على أعلى المستويات.

ورغم أن التقارير المتداولة لم تكشف بعد عن القيمة المالية المحتملة للصفقة، إلا أن انتقال ميتروفيتش إلى "أولد ترافورد" سيكون بلا شك أحد أبرز تحركات سوق الانتقالات على مستوى العالم. فمانشستر يونايتد يبحث عن مهاجم قوي وفعّال لدعم خطه الأمامي، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الفريق في مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. وميتروفيتش، بفضل سجله التهديفي الحافل وقدرته على اللعب تحت الضغط، يبدو خيارًا جذابًا للغاية لتلبية هذه الاحتياجات.

لا يزال توقيت الصفقة غير مؤكد، حيث يرتبط الحسم النهائي بتطورات موقف اللاعب داخل الهلال. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ما إذا كان النادي السعودي سيوافق على التخلي عن هدافه بسهولة، خصوصًا وأنه سجل عددًا لافتًا من الأهداف منذ انضمامه إلى الفريق، وأصبح أحد أبرز رموزه الهجومية. إن التفاوض مع نادٍ بحجم الهلال، الذي يمتلك إمكانيات مالية ضخمة، قد لا يكون بالأمر الهين، وقد يشهد تعقيدات وتأخيرات قبل الوصول إلى اتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف.

يُذكر أن ميتروفيتش يُعد أحد أبرز المهاجمين في أوروبا خلال العقد الأخير، وهو الهداف التاريخي لمنتخب بلاده، مما يجعله خيارًا مغريًا لأي فريق يبحث عن خبرة وحس تهديفي عالٍ. قدرته على إنهاء الهجمات ببراعة، ووجوده الدائم في مناطق الخطورة، يُشكلان قيمة مضافة لأي خط هجوم، وهو ما يسعى مانشستر يونايتد للاستفادة منه.

أرقام ميتروفيتش: إحصائيات تُثير التساؤلات

قدم ألكسندر ميتروفيتش موسمًا قويًا تهديفيًا بقميص الهلال في دوري روشن، حيث سجّل 19 هدفًا في 23 مباراة خاضها، بمعدل يبلغ 0.83 هدفًا في المباراة الواحدة، أي ما يعادل هدفًا كل 1.2 مباراة تقريبًا. هذه الأرقام تُبرز كفاءته التهديفية العالية وقدرته على هز الشباك بانتظام.

لكن وعلى الرغم من هذا المعدل المميز، فإن الأرقام المتوقعة (xG) تكشف جانبًا مهمًا من أداء اللاعب، إذ سجل ميتروفيتش أقل من المتوقع، حيث بلغ إجمالي xG لديه 21.35، بفارق سلبي قدره -2.35. هذا الفارق السلبي يُشير إلى أن اللاعب أهدر عددًا لا بأس به من الفرص المحققة التي كان من المتوقع أن تُترجم إلى أهداف، وهو ما قد يكون أحد الأسباب التي دفعت المدرب الجديد إنزاجي إلى إعادة تقييم جدواه ضمن خططه الفنية.

من ناحية النشاط الهجومي العام، تفوّق ميتروفيتش على بعض نظرائه في الدوري، إذ نفّذ 78 تسديدة على المرمى، متفوقًا على لاعبين مثل إيزاك (76 تسديدة). كما سدد منها 45 كرة على المرمى، مما يعكس فاعليته داخل منطقة الجزاء ورغبته المستمرة في الوصول إلى المرمى.

لكن في المقابل، لم يُظهر ميتروفيتش نفس الحضور على صعيد الصناعة أو بناء اللعب، حيث اكتفى بصناعة 4 فرص كبيرة فقط لزملائه، وقدم تمريرتين حاسمتين طوال الموسم. هذه الأرقام تُؤكد تركيزه شبه الكامل على الأدوار التهديفية البحتة، دون مساهمة ملحوظة في عملية البناء الهجومي أو صناعة الفرص لزملائه، وهو ما قد يكون أحد النقاط التي يركز عليها المدرب إنزاجي في تقييمه الشامل للاعب.

أما على مستوى التقييم الإجمالي لأدائه، فحصل ميتروفيتش على 7.4/10، وهو رقم جيد يعكس ثبات الأداء بشكل عام وقدرته على تقديم مستويات مقبولة، لكنه لا يدل على تفوق حاسم في الجوانب الإبداعية أو الدقة المطلقة أمام المرمى. هذه الأرقام مجتمعة تُقدم صورة شاملة لأداء اللاعب، وتُفسر جزئيًا لماذا قد يرى المدرب الجديد للهلال أن هناك خيارات أفضل تتناسب مع رؤيته الفنية، مما يُعزز من احتمالية انتقال اللاعب إلى مانشستر يونايتد، ليفتح فصلًا جديدًا في مسيرته الكروية المثيرة.