إيطاليا تعلن عن شرط «تعجيزى» للاعتراف بالدولة الفلسطينية

أعرب وزير خارجية إيطاليا أنتونيو تاياني، اليوم الجمعة، عن رفضه القاطع للمجازر والمجاعة المستمرة في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يحدث "لا يمكن قبوله"، لكنه، في الوقت نفسه، أعلن رفضه الاعتراف بدولة فلسطين في هذه المرحلة، على عكس الموقف الفرنسي المنتظر.
وأوضح تاياني أن "الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يتم بالتوازي مع الاعتراف بدولة إسرائيل"، وهو تصريح أثار انتقادات واسعة من قبل المعارضة الإيطالية، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تسجيل 9 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية، مما يرفع الحصيلة الإجمالية لضحايا الجوع إلى 122 حالة وفاة، من بينهم 83 طفلًا.
بن غفير ينكر المجاعة ويؤيد "تجويع حماس"
وفي موقف استفزازي، زعم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، أن الحديث عن وجود مجاعة في غزة "محض ادعاء"، قائلاً: "لو كانوا جائعين فعلاً، لأعادوا الرهائن إلى ديارهم".
وأضاف بن غفير في منشور عبر منصة "إكس": "أنا أؤيد تجويع حماس في غزة".
يأتي هذا التصريح في ظل تحذيرات دولية متزايدة من خطر المجاعة، وبعد إعلان وزارة الصحة في غزة يوم أمس الخميس عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب الجوع إلى 113، إثر تسجيل حالتين جديدتين.
تحذيرات دولية وتدهور كارثي في الوضع الإنساني
وتواصل المنظمات الأممية والدولية، وفي مقدمتها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة "اليونيسف"، إطلاق تحذيرات من تفاقم المجاعة، خاصة في شمال القطاع، حيث يعاني السكان من نقص شديد في الغذاء والمياه النظيفة، ما يشكل خطرًا مباشرًا على حياة الأطفال وكبار السن.
من جانبها، أكدت وكالة "الأونروا" أن الحصار الإسرائيلي تسبب في تجويع قرابة مليون طفل في قطاع غزة، وسط عجز متصاعد في الاستجابة الإنسانية.
أزمة صحية خانقة داخل المستشفيات في غزة
وتشير تقارير طبية محلية إلى أن مستشفيات غزة تستقبل يوميًا مئات الحالات المصابة بأعراض حادة نتيجة الجوع، مثل فقدان الذاكرة، والوهن العام، ونقص الطاقة الحاد، في ظل أزمة خانقة في عدد الأسرّة، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
منع إدخال المساعدات منذ مارس
الجدير بالذكر أنه منذ 2 مارس 2025، شددت إسرائيل حصارها على القطاع، وأغلقت كافة المعابر، مانعةً دخول المساعدات الغذائية والطبية، مما فاقم الأزمة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.
وقد أسفرت الحرب المتواصلة عن سقوط نحو 200 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 9 آلاف مفقود، وتعرض مئات الآلاف للنزوح القسري، وسط استمرار المجاعة وانتشار الجوع القاتل.
شاحنات مساعدات محدودة لا تكفي
ورغم الإعلان عن دخول 161 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة منذ أمس وحتى فجر اليوم، تؤكد منظمات الإغاثة أن حجم المساعدات لا يزال أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب لإنقاذ حياة السكان المحاصرين.