إلقاء زجاجات بداخلها قمح جريمة بيئية واقتصادية.. وعقوبتها تصل للحبس والغرامة

أنتشرت مؤخرا موجة من "التريندات" الغريبة التي بدأت تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي ، بدعوات مثيرة للجدل تدعو المواطنين إلى إلقاء كميات من القمح داخل زجاجات بلاستيكية ورميها في مياه البحر، بدعوى إرسال "مساعدات رمزية" لأشقائنا في غزة، وقد عبر البعض عن النية الحسنة وراء هذه التصرفات.
خطورة إلقاء القمح داخل زجاجات في البحر
و قد حذرت جهات قانونية وبيئية من التداعيات الخطيرة لهذا السلوك، الذي قد يبدو عفويا في ظاهره التعاطف مع أهل غزة، لكنه ينطوي على آثار كارثية على الأمن الغذائي والبيئة البحرية.
نهى الجندي تحذرإلقاء القمح في البحرعقوبتها الحبس والغرامة
وقالت المحامية نهى الجندي، أن مثل هذه الأفعال لا تخرج عن كونها جريمة مكتملة الأركان، سواء من الناحية البيئية أو الاقتصادية أو القانونية، وقد تعرض مرتكبيها للمساءلة القانونية الصارمة.
وقالت الجندي، في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، إن الترويج لفكرة إلقاء القمح في زجاجات بلاستيكية بالبحر يمثل جريمة مزدوجة تهدد الأمن القومي من جهة، وتُعد مخالفة صريحة لقانون البيئة المصري من جهة أخرى، مؤكدة أن مرتكب هذا الفعل يواجه عقوبة الحبس والغرامة وفقًا لنصوص القانون.
وأوضحت أن المواد 34 و59 من قانون حماية البيئة المصري رقم 4 لسنة 1994 والمعدل بالقانون رقم 9 لسنة 2009، تنص على الحبس مدة لا تزيد عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد عن 200 ألف جنيه، لكل من ألقى مخلفات من شأنها تلويث المسطحات المائية، سواء كانت مخلفات عضوية أو بلاستيكية.
وأضافت أن ما يتم الترويج له على أنه "دعم رمزي" للقضية الفلسطينية، هو في حقيقته إهدار للثروة الغذائية الوطنية، حيث يعد القمح سلعة استراتيجية ترتبط مباشرة بالأمن الغذائي، مؤكدة أن استمرار هذا السلوك قد يتسبب في خلق طلب وهمي على القمح ورفع أسعاره بشكل مصطنع، بل وقد يؤدي إلى نقص في المخزون الاستراتيجي للدولة، وهو ما قد يُستغل في أوقات الأزمات أو الحروب.
وتساءلت الجندي: تخيل فقط أن 500 ألف شخص استجابوا لهذا التريند، وكل شخص ألقى 100 جرام من القمح يومياً، سنكون أمام 50 طنا من القمح يتم التخلص منها يومياً في البحر، بما يعادل أكثر من مليون ونصف جنيه تهدر يومياً بلا فائدة، وفي ذات الوقت، نزيد الضغط على السوق المحلي.
وحذرت من الآثار البيئية الخطيرة الناتجة عن هذا السلوك، مشيرة إلى أن الزجاجات البلاستيكية التي تُلقى في المياه تعد من أكبر مصادر التلوث البحري، حيث تؤدي إلى قتل الأسماك والكائنات البحرية، ما يسبب اختلالًا في التوازن البيئي، انخفاضا في الإنتاج السمكي، وبالتالي ارتفاع أسعار الأسماك، فضلًا عن وصول جزيئات البلاستيك إلى السلسلة الغذائية للإنسان.

واختتمت الجندي تصريحها بدعوة الجهات المعنية إلى مراقبة هذه الدعوات المشبوهة وملاحقة مروجيها قانونيا، مشددة على أن استخدام الشعارات الدينية أو العاطفية لتبرير مثل هذه التصرفات لا يبرئ أصحابها من المسؤولية، بل قد يستخدم كغطاء لأهداف تضرب استقرار المجتمع في عمقه الغذائي والبيئي.