عاجل

بين التوقيف النبوي والإجتهاد..الفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف في القرآن الكريم

تعرف على الفرق بين
تعرف على الفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف

يُعتبر ترتيب سور وآيات القرآن الكريم من القضايا التي أثارت اهتمام العلماء والباحثين على مر العصور، خاصة فيما يتعلق بالفارق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف .. وقد أجاب الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، على هذا التساؤل في فتوى صادرة عن دار الإفتاء المصرية، موضحًا الفرق بين الترتيبين وأهميتهما.

ترتيب النزول: وحيٌ إلهي وتوقيفٌ نبوي

أكد الدكتور نصر فريد واصل أن ترتيب النزول توقيفيٌّ بالكامل، أي أنه كان يتم وفق وحي الله تعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث نزل القرآن الكريم مُنجَّمًا "أي متفرقًا على مدار 23 عامًا" لمواكبة الأحداث والتشريعات التي احتاجها المسلمون في كل مرحلة.

وعندما كانت تنزل الآيات، كان النبي صلى الله عليه وسلم، يوجه أصحابه، وخاصة كتبة الوحي، لوضعها في مواضعها المحددة داخل السور وفق ما أُمِرَ به من الله عز وجل، فكان يقول:" ضعوا هذه الآية بعد آية كذا من سورة كذا"، مما يؤكد أن ترتيب الآيات داخل كل سورة جاء بوحي إلهي لا اجتهاد فيه.

ترتيب المصحف: بين التوقيف والاجتهاد

أما ترتيب المصحف،أي ترتيب السور داخل المصحف الشريف، فقد أجمع جمهور العلماء على أن بعضه توقيفي كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضه اجتهادي من الصحابة رضي الله عنهم عند جمع القرآن الكريم بعد وفاة النبي.

وقد جاء هذا الترتيب المعتمد في المصحف على النحو التالي: يبدأ بـسورة الفاتحة وينتهي بـسورة الناس، وهو الترتيب الذي استقر عليه الصحابة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، عند توحيد المصاحف وإرسالها إلى الأمصار الإسلامية.

أهمية الترتيب في حفظ القرآن وفهمه

يُعد هذا الترتيب الذي استقر عليه الصحابة من أعظم وسائل حفظ القرآن الكريم ونشره بين المسلمين، إذ ساعد في تسهيل التلاوة، وربط المعاني، وترتيب الأحكام الشرعية بأسلوب متكامل.

كما أن معرفة الفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف تساهم في فهم سياق الآيات وظروف نزولها، مما يساعد المسلمين على تدبر كتاب الله بشكل أعمق، وربط التشريعات الإلهية بتطور الرسالة الإسلامية عبر مراحلها المختلفة.

يتضح مما سبق أن ترتيب القرآن الكريم جاء وفق حكمة إلهية تامة، سواء في نزوله وفق الأحداث أو في ترتيبه داخل المصحف. وقد حافظ المسلمون منذ عهد الصحابة على هذا الترتيب، مما جعل القرآن الكريم محفوظًا من التحريف أو التغيير، ليبقى كتاب الله كما أنزله سبحانه وتعالى هداية للبشرية.

هذه الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية تلقي الضوء على قضية هامة تخص جمع القرآن الكريم، وهو موضوع أساسي لكل مسلم يسعى لفهم كتاب الله وحكمته في ترتيب آياته وسوره.

تم نسخ الرابط