كيف تسبب زيادة الدهون في الجسم اضطرابات القلق النفسية الخطيرة؟

زيادة الدهون في الجسم قد ترفع خطر القلق والاكتئاب بشكل واضح، وفقًا لما كشفت عنه دراسة حديثة نشرت في دورية Nature Metabolism. أوضحت الدراسة أن تراكم الدهون، خاصة في مناطق مثل الساقين والرأس والمنطقة الجينوية، يرتبط بارتفاع احتمالية الإصابة بأعراض القلق والاكتئاب. هذه النتائج تعزز العلاقة بين التمثيل الغذائي والحالة النفسية.
العلاقة بين الدهون والاضطرابات النفسية
أظهرت الدراسة أن زيادة الدهون في الجسم لها علاقة أوضح باضطرابات القلق لدى الرجال، وكذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض أو زيادة بسيطة في الوزن. يأتي هذا في وقت يتزامن فيه ارتفاع معدلات السمنة عالميًا مع زيادة مشكلات الصحة النفسية.
دهون الجسم تنشط هرمونات القلق

أشار الباحثون إلى أن زيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى تحلل الدهون داخل الخلايا، مما يُحفّز إفراز هرمون GDF15 عبر الخلايا المناعية. هذا الهرمون يرسل إشارات إلى الدماغ تُسهم في توليد الشعور بالقلق والتوتر النفسي.
تجارب مخبرية تؤكد الارتباط
اعتمدت الدراسة على تجارب مخبرية أُجريت على الفئران، شملت تحليلات جزيئية وسلوكية لرصد مظاهر القلق، وأكدت أن زيادة الدهون في الجسم تؤثر بشكل مباشر على النشاطات البيولوجية المرتبطة بالصحة النفسية.
العادات اليومية تعزز تراكم الدهون

العادات الغذائية السيئة تساهم بشكل مباشر في زيادة الدهون في الجسم، خصوصًا عند تناول كميات مفرطة من السكريات والدهون المشبعة دون نشاط بدني كافٍ.
وقد أظهرت أبحاث أخرى أن نمط الحياة المستقر، وقلة الحركة اليومية، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم، مما يؤدي إلى مضاعفة التأثيرات النفسية السلبية.
زيادة الدهون في الجسم ليست مجرد مشكلة جمالية، بل تمثل عامل خطر حقيقي للصحة النفسية والجسدية على حد سواء، مما يستدعي الانتباه إلى نمط الحياة ككل.
علاجات محتملة عبر مسارات التمثيل الغذائي
تشير نتائج الدراسة إلى آفاق واعدة لتطوير أدوية تستهدف مسارات GDF15، وهو ما قد يُستخدم مستقبلاً في علاج اضطرابات القلق والاكتئاب. ومن المعروف أن بعض شركات الأدوية تعمل حاليًا على تطوير علاجات تستهدف هذا الهرمون في سياق محاربة السرطان، مما يعزز إمكانية الاستفادة منها نفسيًا أيضًا.
دهون الجسم ليست مجرد رقم على الميزان
تُعد زيادة الدهون في الجسم من العوامل التي لا يجب تجاهلها عند الحديث عن أسباب القلق والاكتئاب. ومع توسع الأبحاث في فهم العلاقة بين التمثيل الغذائي والصحة النفسية، يمكن أن تفتح هذه الاكتشافات الباب أمام علاجات مبتكرة تعالج الجذور البيولوجية للمشكلة.