خبير اقتصادي: ارتفاعات الذهب والنفط تأتي وسط اضطرابات عالمية |فيديو|

شهدت أسواق الذهب والنفط العالمية إرتفاعات حادة خلال الأسبوع الأخير، مدفوعة بحالة عدم اليقين الإقتصادي والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وفقًا لما أكده الخبير الإقتصادي محمود جمال في تصريحات تلفزيونية ببرنامج "أرقام وأسواق" المذاع على قناة أزهري.
وأوضح جمال أن أسعار الذهب وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث لامست الأونصة حاجز 3,000 دولار، مسجلةً زيادة بنسبة 47% منذ بداية العام. وعزا هذا الارتفاع إلى الإقبال المتزايد على المعدن النفيس كملاذ آمن، في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة والسياسات المالية العالمية غير المستقرة.
عوامل صعود الذهب
وأشار الخبير الإقتصادي إلى أن هذه القفزة في أسعار الذهب جاءت على خلفية التطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة، أبرزها العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على عمليات نقل النفط الإيراني، والتي زادت من حدة التوترات في الأسواق العالمية.
كما أن استمرار الحرب التجارية بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة، والصين والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، عزز مخاوف المستثمرين ودفعهم إلى البحث عن أصول آمنة، ما أدى إلى زيادة الطلب على الذهب.
وأضاف جمال أن المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي أسهمت أيضًا في هذا الاتجاه التصاعدي، حيث سعى المستثمرون للتحوط ضد التقلبات العنيفة التي تشهدها الأسواق المالية، ما عزز من صعود أسعار المعدن النفيس إلى مستويات غير مسبوقة.
النفط يتبع الذهب
لم يكن الذهب وحده المستفيد من هذه الاضطرابات، إذ شهدت أسعار النفط ارتفاعات قوية كذلك، حيث قفز سعر خام برنت بنسبة 80% ليصل إلى 70.4 دولار للبرميل، فيما صعد خام نايمكس بنسبة 78% ليبلغ 76 دولارًا للبرميل.
وأوضح جمال أن هذا الصعود القوي جاء نتيجة مباشرة للقيود المفروضة على صادرات النفط الإيرانية، إضافةً إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج، وهو ما أثار مخاوف من حدوث اضطرابات في الإمدادات العالمية.
وأشار إلى أن هذه العوامل مجتمعة دفعت أسعار النفط إلى مستويات لم تُسجَّل منذ سنوات، مع توقعات باستمرار الاتجاه الصعودي، لا سيما إذا لم تشهد الأوضاع السياسية والاقتصادية انفراجة واضحة في المستقبل القريب.

التوقعات المستقبلية
اختتم جمال تصريحاته بالتأكيد على أن الأسواق ستظل تحت ضغط التوترات السياسية، مما يجعل الذهب والنفط من أبرز المستفيدين في ظل هذا المناخ المضطرب.
كما أشار إلى أن استمرار النهج الأمريكي المتشدد تجاه إيران، إلى جانب التوترات التجارية العالمية، قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسواق، وهو ما يستدعي من المستثمرين متابعة التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
في ظل هذه المعطيات، يظل السؤال الأهم: إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه الارتفاعات؟ .. وهل ستشهد الأسواق انفراجة قريبة أم أن الذهب والنفط سيواصلان التحليق نحو مستويات جديدة؟.