ضغوط أوروبية متصاعدة على إسرائيل جراء الوضع الإنساني بغزة

تواجه إسرائيل ضغوطاً متزايدة من دول عدة داخل الاتحاد الأوروبي، تدفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة رداً على فشلها في تحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون لوكالة فرانس برس، أمس الخميس.
مجموعة من الدولة تطالب بإجراءات أكثر صرامة تجاه إسرائيل
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، كايا كالاس، قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري، عن التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل يسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وسط تحذيرات أممية متصاعدة من مجاعة وشيكة في القطاع.
ووفق المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العوني، فإن إسرائيل قامت ببعض الخطوات استجابة للاتفاق، حيث زادت عدد الشاحنات الداخلة إلى غزة، وفتحت نقاط عبور وطرق إضافية، إلى جانب رفع إمدادات الوقود، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “الوضع لا يزال فظيعاً”، وأن “هناك الكثير مما ينبغي القيام به”.
وخلال إحاطة أولى قدمتها “دائرة العمل الخارجي” للدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد، يوم الأربعاء، طالبت مجموعة من الدول باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد إسرائيل، من ضمنها خيارات عقوبات تهدف إلى مواصلة الضغط عليها بسبب استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.
وقال دبلوماسي أوروبي طلب عدم كشف هويته: “عدد كبير من الدول الأعضاء أكد أن الوضع لا يُطاق”. وأشار مصدر في الاتحاد إلى أن الاتفاق مع إسرائيل ينص على دخول ما لا يقل عن 160 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة، وهو عدد لا يزال بعيداً عن التطبيق الفعلي.
وتدرس بروكسل حالياً مجموعة من الإجراءات العقابية المطروحة على الطاولة، شملت تعليق اتفاقية التعاون المبرمة مع إسرائيل، وتقييد العلاقات التجارية، وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين، بالإضافة إلى حظر تصدير الأسلحة، ووقف دخول الإسرائيليين إلى الاتحاد من دون تأشيرة.
تقرير الأسبوع المقبل حول الخيارات المحتملة
ومن المتوقع أن تقدم المفوضية الأوروبية تقريراً الأسبوع المقبل حول الخيارات المحتملة، في وقت يعاني فيه الاتحاد الأوروبي من انقسامات حادة حيال الحرب في غزة، بين دول داعمة لإسرائيل وأخرى تساند الحقوق الفلسطينية.
وفي سياق متصل، حذرت كالاس الثلاثاء من أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة إذا لم تفِ إسرائيل بتعهداتها الإنسانية. وكتبت على منصة “إكس”: “قتل المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة أمر لا يمكن تبريره”، موضحة أنها ناقشت الأمر مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وذكّرته بالتفاهمات المتعلقة بتسهيل تدفق المساعدات.
وكانت نحو 24 دولة غربية قد دعت، الإثنين الماضي، إلى وقف فوري للحرب على غزة، منتقدة ما وصفته بـ”القتل غير الإنساني” للفلسطينيين، واعتبرت أن الأسلوب الإسرائيلي في توزيع المساعدات “خطير، ويغذي الفوضى، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية”.