دراسة : وسائل منع الحمل تزيد من خطر الإصابة بأورام المخ

أظهرت دراسة علمية أن النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل على نطاق واسع أكثر عرضة للإصابة بورم في المخ، وقد يكون قاتلا بثلاث مرات ونصف، ويعتبر هذا هو التحقيق الرئيسي الثالث خلال عام واحد فقط لإظهار أن وسائل منع الحمل تزيد من خطر الإصابة بالورم السحائي، وهو النوع الأكثر شيوعا من الأورام في المخ، لدى الأشخاص الذين يتناولونه لمدة 12 شهرا أو أكثر.

ويتم إصدار ما يقرب من 10 آلاف وصفة طبية شهريًا لأسيتات ميدروكسي بروجستيرون والتي تباع تحت الاسم التجاري ديبو بروفيرا في إنجلترا وحدها.

وتشير التقارير إلى أن مئات النساء في المملكة المتحدة يفكرن في اتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة المصنعة فايزر ، لعدم تحذيرهن من المخاطر.

وقد بدأت بالفعل دعوى قضائية جماعية ضد شركة فايزر وغيرها من الشركات المصنعة للأدوية الجنسية في الولايات المتحدة، حيث زعمت أكثر من 500 امرأة أن الشركات كانت على علم بالرابط ولكنها فشلت في تحذير المستخدمين بشكل كافي من المخاطر أو الترويج لبدائل أكثر أمانًا.

الأدوية والمنتجات الصحية

لكن دراسة أجريت عام 2024 في المجلة الطبية البريطانية على أكثر من 18 ألف امرأة، بواسطة فريق من العلماء من الوكالة الوطنية الفرنسية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية، أظهرت أن أولئك الذين استمروا في تناولها لمدة عام على الأقل كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بورم السحايا بما يصل إلى خمسة أضعاف.
وأسفرت دراسة ثانية أجراها باحثون في جامعة ألاباما في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي عن نتائج مماثلة، على الرغم من أن هذه الحالة غير سرطانية، إلا أنها قد تسبب عدم وضوح الرؤية، والصداع، وفقدان السمع، وضعف حاسة الشم، وصعوبة في البلع، وعادة ما تكون الأورام بطيئة النمو، ولكنها قد تؤدي إلى الوفاة عن طريق ضغطها على الدماغ والأعصاب إذا كبر حجمها.

ويتم تشخيص إصابة ما بين 2000 إلى 3000 شخص سنويا في المملكة المتحدة بالورم السحائي، وهو أكثر شيوعأ بين النساء.

وفي أحدث دراسة، قام علماء من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر بكندا بمقارنة معدلات الإصابة بالأورام السحائية لدى 72,181 امرأة تتناولن اللقاح مع أكثر من 247,000 امرأة تتناولن وسائل منع الحمل عن طريق الفم.

وأظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة "رأي الخبراء بشأن سلامة الأدوية"، أن المخاطر تضاعفت أكثر من ثلاثة أضعاف لدى مستخدمي اللقاح على المدى الطويل.

وقال الباحث الدكتور ماهيار إيتمينان إن المخاطر لا يبدو أنها تزداد كلما زادت السنوات التي تقضيها النساء في تناول الدواء، ولكنه أضاف: "أعتقد أن الأدلة أصبحت الآن قوية، مع وجود ثلاث دراسات كبيرة تظهر نفس الشيء تقريبًا".

كما تقول إحدى النظريات إن الهرمون الاصطناعي الذي يستخدمه - البروجستيرون يرتبط بخلايا الورم السحائي ويساعدها على النمو.

تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض إصدارات حبوب منع الحمل المصنوعة من البروجستيرون يمكن أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالورم السحائي ولكن فقط في نسبة صغيرة من النساء اللاتي يتناولنها لأكثر من خمس سنوات.

وفي أكتوبر الماضي، دعت هيئة مراقبة سلامة الأدوية في المملكة المتحدة  وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية شركة فايزر إلى تضمين تحذير بشأن المخاطر المتزايدة في نشرات المعلومات للمرضى.

وكتبت شركة فايزر أيضا إلى أطباء هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحثهم على التوقف فورًا عن استخدام النساء لدواء ديبو بروفيرا إذا تم تشخيص إصابتهن بورم السحايا.

وقالت فرجينيا بوكانان، الشريكة في مكتب المحاماة ليفين بابانتونيو الذي يتولى القضية في الولايات المتحدة: "تعزز هذه الدراسة الجديدة الحاجة إلى اتخاذ إجراء قانوني ضد شركة فايزر، على أمل تحقيق العدالة للنساء اللواتي لم يتم تحذيرهن قط بشأن زيادة خطر الإصابة بورم في المخ نتيجة لاستخدام ديبو بروفيرا، واللواتي أصبن بأورام سحائية"، وورفضت شركة فايزر التعليق.