نقابة الصحفيين الفلسطينيين: غزة تحتضر وسط تجاهل دولي وصمت إعلامي|فيديو

حذر الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، من الوضع الكارثي الذي يعيشه الصحفيون وسكان قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بالقصف والتدمير، بل يشن أيضًا حربًا على الحقيقة، عبر منع الإعلام من أداء دوره الإنساني والمهني.

صحفيون تحت القصف والجوع

قال الأسطل، في مداخلة هاتفية  عبر برنامج "صباح جديد" المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الصحفيين في قطاع غزة يعيشون تحت وطأة مخاطر متعددة، ليس أقلها القصف المباشر ولا الحصار الخانق، بل كذلك سياسات التجويع والتعتيم المتعمد، التي تجعل من كل يوم يمرّ معركة من أجل البقاء.

وأضاف أن الاحتلال يمنع بشكل منهجي دخول الغذاء والدواء والمساعدات، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية حقيقية، خاصة في أوساط الأطفال، حيث تفشت الأمراض نتيجة نقص الرعاية وسوء التغذية، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

مراكز المساعدات تحولت إلى أفخاخ دموية

وانتقد الأسطل ما وصفه بـ"خديعة المساعدات"، مشيرًا إلى أن بعض المراكز التي أنشئت بدعم أمريكي لتحمل صفة إنسانية، تحولت في الواقع إلى "مصائد موت"، بعدما تم إطلاق النار على نساء فلسطينيات أثناء محاولتهن الحصول على الغذاء، مما أدى إلى استشهاد عدد منهن، وأكد أن هذه الحوادث تكشف الوجه الحقيقي لتلك المؤسسات التي يُفترض بها حماية المدنيين، لكنها تخدم أهدافًا عسكرية بغطاء إنساني.

الاحتلال يمنع شهود العيان من الدخول

وكشف نائب نقيب الصحفيين أن سلطات الاحتلال رفضت دخول أكثر من 4 آلاف صحفي أجنبي منذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر، في محاولة واضحة لطمس الحقيقة ومنع العالم من رؤية ما يحدث فعليًا على الأرض.

وأشار إلى أن الاحتلال يخشى نقل الصورة الكاملة عن حجم الدمار والضحايا، خاصة بعد استخدامه آليات وجرافات ضخمة أمريكية الصنع، في تدمير الأحياء السكنية والمخيمات ورياض الأطفال، وطمس معالم الحياة بشكل ممنهج، في مشهد يرقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان.

نداء للضمير العالمي

وختم الأسطل حديثه برسالة عاجلة إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإعلامية العالمية، داعيًا إلى كسر الحصار الإعلامي المفروض على غزة، وتحمل المسؤولية الأخلاقية في توثيق ما يتعرض له المدنيون من مجازر يومية، وفتح المجال أمام الصحفيين لنقل الواقع من قلب المأساة، وليس عبر روايات متحيزة أو تقارير من خلف الحدود.