من كتر عشرتي لتمثاله بقيت شبهه.. عم كامل حارث اخناتون في المنيا: نفسي أموت جنبه| تقرير

يقف رجل خمسيني الملامح يرتدي جلبابًا بسيطًا، في ليلة مقمرة، وبين جنبات مقبرة الملك إخناتون الأثرية في المنيا، وعيناه تحدقان في الأفق البعيد، للحظة يخيل إليك أن الزمن قد عاد إلى الوراء، وأن الملك إخناتون نفسه يقف أمامك، يحرس مقبرته التي بناها قبل آلاف السنين.

هذا الرجل ليس سوى العم كامل مراد، حارس المقبرة الذي أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن لاحظ روادها الشبه الكبير بينه وبين الملك الفرعوني القديم، "إخناتون يحرس مقبرته بنفسه" هكذا علق الكثيرون على صورته، التي انتشرت كالنار في الهشيم، لتتحول إلى حديث الساعة.
28 عامًا في خدمة الملك
العم كامل، ابن قرية الحاج قنديل التابعة لمركز ديرمواس، جنوب المنيا، لم يكن يتوقع يومًا أن يصبح حديث الناس، وأن يُلقب بـ"إخناتون المنياوي"، فكل ما كان يفعله هو أن يؤدي عمله كحارس للمقبرة، التي عُين فيها عام 1996.

قال العم كامل، لـ نيوز رووم أإنه في البداية لم يكن يعرف الكثير عن الملك إخناتون، ويسمع المعلومات عنه كأي شخص عادي، ولكن مع مرور الوقت بداء يتعرف على قصصه وحكاياته من مفتشي الآثار والمرشدين السياحيين، حتى أصبح قريب من الملك ليصل لمرحلة العشق ليشعر بالفخر أنه حارس لهذه المقبرة.
شبه أثار دهشة السائحين
لم يكن الشبه بين العم كامل والملك إخناتون مجرد ملاحظة عابرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل هو أمر لاحظه أيضًا بعض السائحين الذين زاروا المنطقة الأثرية ليتذكر العم كامل، أن في أواخر التسعينات، كان هناك سائح يزور القصر الشمالي للملكة نفرتيتي، وحينها وقف ينظر إلي وأخبرني أنني أشبه الملك، ويشعر أنني قادم من عصره، والتقط لي صورة حينها.

ارتباط روحي
يعيش العم كامل في منطقة كانت عاصمة مصر القديمة، وهي منطقة تل العمارنة والحاج قنديل، التي يعتبرها الأهم في تاريخ العالم، لأن منها خرجت الدعوة لتوحيد الآلهة التي أطلقها الملك إخناتون.
وأشار العم كامل، أنه من كثرة حراسته للمقبرة طوال 28 سنة تغيرت ملامحه حتي أصبح شبهه قائلاً: مش عارف ده عوامل الزمن ولا ارتباط روحي بيننا، ولكني أشعر بأنه موجود داخلي في كل تصرفاتي وحركاتي في أحيان كتيره.
وسام على صدري
يؤكد العم كامل أنه سيعيش ويموت في تلك القرية التي كانت مقرًا للعاصمة الجديدة للملك إخناتون، وأن تشبيه الجميع له بالملك هو وسام على صدره.
وقصة العم كامل هي قصة حب وولاء لتاريخ مصر القديم، وقصة رجل بسيط تحول إلى رمز من رموزها، وقصة تؤكد أن التاريخ لا يزال حيًا بيننا، وأن ملامح الفراعنة لا تزال تطل علينا من بين الحين والآخر.