كيف تتغلب على الكسل فى العبادة؟.. نصائح قيمة من دار الإفتاء المصرية

يعاني كثير من الناس من الشعور بالكسل والتراخي في أداء العبادات، سواء كانت الصلاة، أو الذكر، أو قراءة القرآن، مما يؤدي إلى ضعف الارتباط الروحي بالله عز وجل. ولأن العبادة هي طريق السعادة والراحة القلبية، قدمت دار الإفتاء المصرية بعض النصائح العملية التي تساعد على التغلب على هذا الشعور وتعزز النشاط الروحي.

خطوات فعالة للتخلص من الكسل في العبادة:

1. تقوى الله والابتعاد عن الذنوب:

أكدت دار الإفتاء أن أحد أهم الأسباب التي تعيق النشاط في العبادات هو الوقوع في الذنوب والمعاصي، حيث تؤدي إلى قسوة القلب وتراكم الغفلة. 

ولذلك، فإن الحرص على طاعة الله والابتعاد عن المحرمات يعين الإنسان على أداء العبادات بسهولة ويُسر. وقد استشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى:
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4]، أي أن التقوى تجلب التيسير في كل الأمور، ومنها النشاط في العبادة.

2. عدم التسويف والمماطلة:

كثيرًا ما يقع الإنسان في فخ تأجيل الطاعات، فيؤجل الصلاة حتى آخر وقتها، ويؤجل قراءة القرآن لليوم التالي، وهذا التسويف قد يؤدي في النهاية إلى ترك العبادات أو التهاون فيها. ولهذا، شددت دار الإفتاء على ضرورة البدء فورًا في أداء العبادات وعدم تأجيلها، لأن التسويف من وساوس الشيطان التي تحرم الإنسان من بركة الطاعة.

3. الإستعانة بالدعاء النبوي:

الدعاء هو سلاح المؤمن في مواجهة كل الصعوبات، وقد ورد عن النبي ﷺ دعاء عظيم للاستعاذة من الكسل، حيث روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يقول:
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ) (رواه البخاري).
لذلك، فإن المداومة على هذا الدعاء بإخلاص واستحضار معانيه تساعد الإنسان على التخلص من الكسل وتقوي عزيمته في العبادة.

4. الصحبة الصالحة والتشجيع على الطاعة:

أكدت دار الإفتاء على أهمية اختيار الصحبة الصالحة التي تعين الإنسان على الطاعة، فالصحبة لها تأثير قوي على سلوك الفرد. إذا كان الإنسان محاطًا بأشخاص يحبون العبادة ويحرصون على أداء الصلوات وقراءة القرآن، فإنه سيتشجع تلقائيًا على فعل المثل.

5. التفكر في عظمة الله وأهمية العبادة:

أحيانًا يكون سبب الكسل في العبادة هو فقدان الإحساس بقيمتها وأهميتها. ولذلك، يُنصح بالتفكر في عظمة الله ونعمه العظيمة علينا، وتذكُّر أن العبادة هي طريق السعادة والراحة القلبية، وأنها ليست مجرد واجب ثقيل، بل هي وسيلة للقرب من الله والفوز برضوانه.

التغلب على الكسل في العبادة يحتاج إلى عزيمة وإرادة قوية، مع الاستعانة بالله والدعاء المستمر. فلا تؤجل الطاعات، وابدأ من الآن في التقرب إلى الله، مستعينًا بالنصائح السابقة، وستجد أن الله يفتح لك أبواب البركة وييسر لك كل خير.