«لا لقاح ولا علاج».. فيروس شيكونغونيا يعصف بالعالم ويصيب المفاصل والجلد

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا عاجلًا بشأن فيروس شيكونغونيا (Chikungunya)، وهو مرض فيروسي ينقله البعوض، قد يُعرّض ما يقارب 70% من سكان الأرض للخطر، أي نحو 5.6 مليار شخص حول العالم.
فيروس شيكونغونيا
وتأتي هذه التحذيرات وسط مخاوف متزايدة من انتشاره على نطاق واسع، لا سيما مع غياب علاج نوعي للفيروس، وارتباطه بأعراض قد تصل إلى الإعاقة طويلة الأمد.
ما هو فيروس شيكونغونيا؟
فيروس شيكونغونيا هو فيروس "رنا" ينتمي لعائلة Togaviridae، ويُصنّف ضمن فيروسات ألفا.
ويعود اسم المرض إلى لغة محلية تُدعى كيماكوندي منتشرة في جنوب تنزانيا، حيث تعني كلمة "شيكونغونيا": أن يصبح الجسم ملتويًا، في إشارة إلى الانحناءات والانكماشات التي يُعاني منها المصابون نتيجة الألم الشديد في المفاصل.
كيف ينتقل فيروس شيكونغونيا؟
ينتقل الفيروس عن طريق لدغات أنثى البعوض، خصوصًا من جنس الزاعج المصري والزاعج المرقّط، وهما نفس النوعين اللذين ينقلان أيضًا فيروسي حمى الضنك وزيكا.
ويتكاثر الفيروس داخل البعوضة بعد تغذيتها على دم مصاب، ويستقر في الغدد اللعابية للبعوضة، ليُحقن مجددًا في جسم إنسان آخر عند اللدغ، وهكذا تستمر دورة الانتقال بين البشر والبعوض.
أهم ما يجب معرفته:
- البعوض يلدغ خلال النهار بالأساس.
- يضع بيضه في المياه الراكدة، سواء في أماكن مفتوحة أو مغلقة.
- ينتشر بسهولة في المناطق التي تفتقر إلى شبكات الصرف والتصريف السليم.
أعراض فيروس شيكونغونيا
تبدأ أعراض فيروس شيكونغونيا في الظهور عادةً بعد 4 إلى 8 أيام من التعرض للدغة البعوضة المصابة. وتشمل أبرز الأعراض:
- حمى مفاجئة
- آلام شديدة في المفاصل (تُعتبر من العلامات المميزة)
- تورم المفاصل وآلام عضلية
- الصداع والتقيّؤ والتعب العام
- طفح جلدي
وتحذر منظمة الصحة من أن بعض هذه الأعراض تتشابه مع أمراض أخرى مثل حمى الضنك أو فيروس زيكا، مما يجعل التشخيص الدقيق أمرًا صعبًا في بعض الأحيان.
في بعض الحالات، قد تستمر آلام المفاصل لأسابيع أو حتى شهور وسنوات، ما يؤدي إلى ما يُعرف بـالإعاقة المزمنة الناتجة عن العدوى.
هل يوجد علاج لفيروس شيكونغونيا؟
حتى اللحظة، لا يوجد علاج نوعي أو مضاد فيروسات محدد ضد فيروس شيكونغونيا، وفقًا لما أكدته منظمة الصحة العالمية.
ويعتمد التدبير العلاجي على:
- خفض الحمى باستخدام مضادات الحرارة
- تخفيف آلام المفاصل بالمسكنات المناسبة
- الراحة التامة
- شرب كميات وفيرة من السوائل
فيروس شيكونغونيا يهدد 5.6 مليار شخص حول العالم
بحسب تقديرات الصحة العالمية، فإن حوالي 5.6 مليار إنسان يعيشون في مناطق يتواجد فيها البعوض الناقل للفيروس، مما يضعهم في دائرة الخطر، خاصة مع غياب اللقاح أو العلاج المحدد حتى الآن.
ويزداد خطر تفشي الفيروس مع ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ وانتشار المياه الراكدة في المدن والقرى، ما يعزز بيئة تكاثر البعوض.
كيف تحمي نفسك من فيروس شيكونغونيا؟
في ظل غياب اللقاح، فإن الوقاية هي السبيل الوحيد لتفادي الإصابة. وتشمل الإجراءات الوقائية:
- استخدام طاردات الحشرات بانتظام
- ارتداء ملابس تغطي الجسم بالكامل
- استخدام شبكات الناموس أثناء النوم
- التخلص من المياه الراكدة في أوعية النباتات أو حول المنازل
- تركيب شبكات على النوافذ لمنع دخول البعوض
قد لا يكون للفيروس علاج حالي، لكنه قابل للسيطرة بالوقاية السليمة والالتزام بالتعليمات الصحية، خصوصًا في البيئات الحارة والاستوائية.