عاجل

محمد كمال: ترامب نجح في "صناعة الاهتمام" وتحذير من أسلوبه بيد "رواد الغضب"

الدكتور محمد كمال
الدكتور محمد كمال

حذر الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من مخاطر استنساخ بعض التيارات السياسية في المنطقة لأسلوب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في الترويج لنفسه وصناعة الجدل، مؤكدًا أن هذا النموذج، رغم نجاحه الإعلامي، قد يتحول إلى أداة تهديد للاستقرار السياسي والاجتماعي في سياقات مختلفة.

ترامب وصناعة الإعلام

أوضح محمد كمال خلال لقائه مع الإعلامي نشأت الديهي، في برنامج "المشهد"، المذاع على قناة "TeN"، أن من أبرز أسباب نجاح ترامب في حملاته الانتخابية هو قدرته على خلق حالة من الجدل العام باستمرار، سواء من خلال تصريحاته الصادمة أو طرحه لقضايا مثيرة مثل الهجرة، والتعليم، وفرض رسوم جمركية على الصين.

وأضاف محمد كمال أن ترامب تفوق في آلية "صناعة الاهتمام"، أي احتلال مساحة إعلامية مستمرة تجعله في صدارة المشهد، حتى في أكثر الأوقات التي كانت خصومه تعتقد أنه سيتراجع فيها، وهو ما حوله إلى ظاهرة سياسية يصعب تجاهلها رغم ما أثارته من انقسام داخلي حاد.

تحذير من تكرار النموذج 

وحذر محمد كمال من أن بعض التيارات التي وصفها بـ"رواد الغضب" في العالم العربي تحاول استنساخ نفس الطريقة، عبر تصعيد نبرات التشكيك واستهداف الرموز الإعلامية والسياسية، وهو أسلوب يعتمد على إضعاف الثقة في مؤسسات الدولة وتشويه النخب، بدلاً من تقديم رؤية سياسية أو مشروع بديل.

وأشار محمد كمال إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تتقن هذا النوع من الاستهداف، حيث تعمل على بث الفوضى الفكرية من خلال القنوات والمواقع الداعمة لها، والتي تمارس عملية تضليل ممنهجة تهدف إلى إخراج الرموز المؤثرة من دائرة التأثير الشعبي.

ضرورة لمواجهة التضليل

وأكد محمد كمال على أهمية امتلاك الدولة لما وصفه بـ"السردية المصرية"، موضحًا أنها تمثل الرؤية الرسمية والوطنية للأحداث والتطورات، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ويجب أن تكون هذه السردية واضحة ومتماسكة، لا تترك مساحة للفراغات المعلوماتية التي تملؤها أطراف معادية أو مغرضة.

وقال محمد كمال إن غياب سردية متماسكة من الدولة يفتح الباب أمام السرديات البديلة، والتي قد تبدو فنية أو تقنية في ظاهرها، لكنها تؤثر في الرأي العام بشكل موجه ومضلل، مضيفًا: "حين لا تروي الدولة قصتها، فإن آخرين يروونها نيابة عنها، وربما ضدها".

الإعلامي نشأت الديهي
الإعلامي نشأت الديهي

مواجهة الفوضى الفكرية

اختتم محمد كمال حديثه بالتشديد على أن التصدي لتلك الحملات المنظمة لا يجب أن يكون عبئًا على الدولة وحدها، بل يجب أن تتكامل الجهود بين الإعلام، والجامعات، والمجتمع المدني، من أجل تشكيل خطاب وطني عقلاني ومقنع.

وأوضح محمد كمال أن تحصين الرأي العام لا يتحقق بالرقابة أو المنع فقط، وإنما بـ"المحتوى الأفضل"، الذي يتسم بالمصداقية والشفافية والوعي بالتغيرات العالمية، وختم بقوله: "من يسيطر على السردية، يملك أدوات تشكيل الوعي، ومن يفقدها، يترك شعبه عرضة للفوضى الفكرية التي لا تعرف مصلحة وطن أو استقرار دولة".

تم نسخ الرابط