خالد عكاشة: وعي المصريين تطوّر استراتيجيًا وثقتهم في قدرات الدولة تتصاعد

أكد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الرأي العام المصري شهد طفرة نوعية في نضجه وتصوراته السياسية والأمنية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ساهم في تعميق الثقة بالمشروع الوطني للدولة المصرية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة.
تصحيح مواقف الرأي العام
أوضح خالد عكاشة خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "المشهد"، المذاع على فضائية "TeN"، أن المصريين أصبحوا أكثر وعيًا وتقييمًا موضوعيًا لمسار الدولة، خصوصًا فيما يتعلق بـتطوير القوات المسلحة وتنوع مصادر السلاح، وهو ما كان مطلبًا شعبيًا ملحًّا لعقود.
وأشار خالد عكاشة إلى أن الرأي العام بات يتساءل بجدية: "هل نحن مستعدون لمجابهة ما يحدث في الإقليم؟ وهل استثمرنا ما يكفي لنصل إلى هذه الجاهزية؟"، مؤكدًا أن الدولة كانت سبّاقة في جعل الأمن القومي والاستقرار أولوية قصوى ضمن مشروعها الاستراتيجي، سواء عبر التحديث العسكري أو المشروعات التنموية الكبرى.
الموقف المصري حكمة وتوازن
تطرق خالد عكاشة إلى الموقف المصري من الصراع القائم بين إسرائيل وإيران، مؤكدًا أن الدولة اتخذت موقفًا متزنًا ورصينًا، ورفضت الانخراط أو الانحياز لأي طرف من أطراف النزاع.
وقال خالد عكاشة إن هذا الموقف ينبع من رؤية مصر الواضحة لحماية مصالحها الوطنية، بعيدًا عن سياسات المحاور، مضيفًا أن الإدارة المصرية تملك أدوات الفهم العميق لمعادلات الإقليم، وتتحرك وفق منهجية ثابتة لا تُستدرج إلى صراعات جانبية.
الإخوان لا تزال العدو الرئيسي
أكد خالد عكاشة أن الشعب المصري لا يزال يحتفظ بذاكرة حية تجاه التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، موضحًا أن هذا الوعي لا يقتصر على المؤسسات الأمنية فقط، بل يمتد إلى وجدان المواطن العادي.
وأشار خالد عكاشة إلى أن البعض من المواطنين يتبنون مواقف أكثر حزمًا من مؤسسات الدولة نفسها تجاه الجماعة وأذرعها، وهو ما يدل على ارتفاع منسوب الحس الوطني والاستراتيجي لدى الشارع المصري، ورفضه الكامل لأي محاولات لإعادة تدوير هذه التنظيمات تحت مسميات مختلفة.
دعم الشعب الفلسطيني
وفيما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية، شدد العميد خالد عكاشة على أن الشعب المصري يفرّق بوعي شديد بين دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وبين التحفظ على سلوك بعض الفصائل السياسية مثل حركة حماس.
وأوضح خالد عكاشة أن المصريين لم ينخدعوا بشعارات مثل "قافلة الصمود" أو التوظيف السياسي للقضية ضمن أجندات خارجية، بل ظلوا متمسكين بدعم القضية الفلسطينية كحق قومي وإنساني، مع رفض تام لتحويلها إلى منصة للمزايدات أو الابتزاز السياسي.

وعي جماهيري متقدّم
اختتم خالد عكاشة حديثه بالتأكيد على أن التحول الحاصل في الوعي الشعبي المصري يشكّل عنصر دعم حقيقي للدولة، ويعزز من صلابة الموقف المصري داخليًا وخارجيًا، سواء في التعامل مع التحديات الأمنية أو الملفات الإقليمية.
وأضاف خالد عكاشة: "نضج الشارع المصري لم يعد عفويًا فقط، بل أصبح قائمًا على إدراك واعٍ للتحديات، وثقة حقيقية في مؤسسات الدولة، وهذا ما يمنحنا مزيدًا من الاستقرار السياسي والقدرة على الحركة الاستراتيجية الرشيدة في بيئة إقليمية معقدة".