عاجل

20 عامًا سجنًا لأربعة أشقاء استعرضوا سلاحهم وأصابوا أبناء «مزرعة البط» بالعمى

محكمة شبرا الخيمة
محكمة شبرا الخيمة

شهدت منطقة مزرعة البط التابعة لعزبة المرجوشي بشبرا الخيمة حادثة مروعة هزت أركان الحي وتركّت خلفها إصابات جسدية ونفسية، بعدما قرر أربعة أشقاء فرض سيطرتهم على المنطقة من خلال استعراض القوة باستخدام الأسلحة النارية، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين، بينهم أطفال، بحالات خطيرة أدت لفقدان البصر لدى اثنين منهم.

طلقات نارية مخيفة

في صباح 10 ديسمبر 2024، استيقظ سكان الحي على صوت طلقات نارية مخيفة مزقت أجواء السلام، وسط صرخات وبكاء الأطفال، وذعر النساء اللواتي لجأن للاختباء خلف الأبواب المغلقة، حيث أطلق المتهمون الأربعة النار من أسلحة خرطوش داخل الحارات والمنازل، ما دفع الأهالي للهرب من الرعب الذي سيطر على المنطقة.

وأظهرت التحقيقات أن الأشقاء الأربعة، وهم عبد الملاك م. ع. ح (33 عامًا)، جرجس م. ع. ح (33 عامًا)، أحمد م. أ. ط (31 عامًا)، والسيد م. أ. ط (31 عامًا)، أقدموا على إطلاق النار بهدف ترويع السكان وإثبات السيطرة على الحي، ما تسبب في إصابة الشاب أحمد ماهر السيد في عينه اليسرى، مما أدى إلى فقدانه البصر بشكل دائم بنسبة عجز 35% حسب تقرير الطب الشرعي.

وأصيب الشاب جرجس مكرم عبد الملاك بإصابة مشابهة أدت إلى فقدان بصره في العين اليسرى بنفس نسبة العجز. ولم تسلم الطفلة حبيبة هاني عبد الرازق من هذه الأحداث، حيث أصيبت إثر إطلاق النار، وعانت من عجز مؤقت استمر لأكثر من 20 يومًا، مما أضاف معاناة نفسية وجسدية لها ولعائلتها.

وفي حكم قضائي صارم، أصدرت محكمة جنايات شبرا الخيمة الدائرة الثالثة، برئاسة المستشار أمير فايز حنا، قرارًا بالسجن المشدد لمدة 20 عامًا لكل من المتهمين، مع تغريم كل منهم 5 آلاف جنيه ووضعهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات، في القضية رقم 34770 لسنة 2024 جنايات قسم ثان شبرا الخيمة.

هذا الحكم جاء وسط ترحيب كبير من أهالي المنطقة الذين عانوا من آثار العنف واعتبروا الحكم بمثابة رسالة واضحة لردع كل من تسول له نفسه استخدام السلاح في استعراض للقوة والهيمنة على المواطنين الآمنين.

أهالي الضحايا

وأعربت والدة أحد الضحايا عن حزنها العميق قائلة: "ابني دخل البيت سليم وخرج بعين مطفية.. حلمه في الحياة والعمل ضاع برصاصة"، بينما أكد أحد الجيران أن "ما حدث لم يكن مجرد شجار، بل كارثة كادت تودي بحياة الكثيرين".

الطفلة حبيبة، التي لا تزال تعاني من صدمة نفسية بسبب الحادثة، ما زالت ترتجف عند سماع أي صوت يشبه الطلقات، وتحمل ذكريات مريرة عن لحظات الرعب التي عاشتها في ذلك اليوم.

تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء على خطورة انتشار ظاهرة حمل السلاح خارج القانون وتأثيرها المدمر على المجتمع، كما تؤكد على ضرورة تعزيز دور القانون والسلطات الأمنية لضمان أمن وسلامة المواطنين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم.

وفي ختام القضية، تعكس هذه الأحكام القضائية التزام النظام القضائي بالعدل والصرامة في مواجهة الجرائم التي تهدد الأمن المجتمعي، وتؤكد أن القانون هو اليد الحازمة التي تحمي المواطنين من بطش الخارجين عن القانون.

تم نسخ الرابط