كارثة تنتظر الحدوث بدمياط.. عمارات سكنية آيلة للسقوط تهدد حياة المواطنين

تشهد المنطقة السكنية المجاورة لسوق 6 أكتوبر بمدينة دمياط وضعًا كارثيًا يهدد حياة مئات المواطنين، بعد أن تحولت عدة عمارات سكنية إلى ما يشبه القنابل الموقوتة، حيث تعاني من تصدعات خطيرة وانهيارات جزئية، وسط تجاهل واضح من الجهات المعنية، وتزايد حالة القلق والرعب بين السكان.
العمارات التي تعود إلى أكثر من 40 عامًا مضت، تتآكل جدرانها وتنهار أجزاء من شرفاتها وأسقفها يومًا بعد يوم، ما دفع السكان لإطلاق صرخات استغاثة لإنقاذهم من موت محقق، وخلال جولة ميدانية بالمنطقة، شكاوى الأهالي الذين يعيشون في رعب دائم من سقوط العقارات عليهم وعلى أطفالهم في أي لحظة.
خطر داهم
يقول الحاج مصطفى عبد العليم، أحد سكان العمارة رقم (7): "العمارة كلها فيها شروخ من فوق لتحت، والمياه بتتسرب من المواسير المتهالكة داخل الجدران، وكل يوم بندعي ربنا إننا نخرج منها سالمين.. بعتنا شكاوى كتير للمحافظة وللحي لكن محدش سأل فينا".
أما السيدة أم إسلام، فتؤكد أن أجزاء من سقف شقتها قد تساقطت بالفعل، مضيفة: "عندي أطفال صغار، مش عارفة أنقل فين، ولا أروح لمين، والحي جالنا مرة وشاف وكتب تقرير، وقالوا لسه بيتعرض على اللجنة.. بس لحد إمتى؟ لازم نموت كلنا عشان يتحركوا؟".
مخاوف من تكرار الكارثة
وتحذر الحاجة فاطمة السيد، المقيمة بإحدى العمارات المجاورة، من وقوع كارثة شبيهة بحوادث العقارات المنهارة في محافظات أخرى، مشيرة إلى أن السوق القريب من هذه العمارات يشهد حركة دائمة من المترددين والباعة الجائلين، ما يزيد من حجم الخطر حال انهيار أي عقار، وتساءلت: "مين هيتحمل المسؤولية لو حصلت مصيبة؟ ولا أرواح الغلابة ببلاش؟".
تقارير هندسية متجاهلة
عدد من السكان أكدوا أن هناك تقارير هندسية سابقة أثبتت وجود خطورة على الأرواح والممتلكات، وأن بعض العمارات تحتاج إلى إخلاء فوري أو ترميم عاجل، لكن الجهات المختصة تتعامل مع الأمر ببطء شديد.
وقال أحد السكان، طلب عدم ذكر اسمه:" إحنا مش ضد الدولة، وإحنا عارفين الظروف، بس أرواحنا غالية.. إحنا مش طالبين شقق في العاصمة الإدارية، إحنا بس عايزين حد يسمعنا وينقذ ولادنا".
مناشدة عاجلة
يطالب أهالي المنطقة محافظ دمياط الدكتور أيمن الشهابي، والمهندسة شيماء الصديق نائب المحافظ، بالتدخل الفوري وتشكيل لجنة هندسية لمعاينة العمارات المهددة بالسقوط، واتخاذ الإجراءات العاجلة، سواء بالإخلاء المؤقت أو بدء عمليات الترميم بشكل جاد وسريع.
في انتظار تحرك رسمي
وتبقى المعاناة قائمة، والخوف يملأ صدور السكان، في ظل تأخر الرد الرسمي أو التحرك الفعلي من قبل المسؤولين. ويأمل الأهالي ألا يتحول الصمت إلى مأساة، وألا يكون التحرك بعد فوات الأوان، حين لا تُجدي التقارير ولا تنفع النداءات.
الوقت يداهم الجميع.. والكارثة تقترب.



