عاجل

استشاري طب نفسي يدعو طلاب الثانوية العامة للتعامل الهادئ مع نتائجهم مهما كانت

طلاب الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة

قال الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، إن مرحلة ظهور نتيجة الثانوية العامة تعد مفصلية في حياة الطالب المصري، نظرًا لما تحمله من آمال وتطلعات، ولما تمثله من بوابة للمرحلة الجامعية التي يعتقد كثيرون أنها تحدد مصير المستقبل، غير أن هذا الضغط النفسي الكبير قد يترك آثارًا سلبية على الصحة النفسية إذا لم تتم إدارته بطريقة عقلانية.

دعوات للهدوء والتوازن 

وتايع وليد هندي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "هذا الصباح"، المذاع عبر قناة اكسترا نيوز الفضائية، :"هذه الأجواء المشحونة، بدأت تتعالى الأصوات المطالبة بالتعامل الهادئ مع نتائج الطلاب، مهما كانت، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم، فقد أكدت جهات تربوية ونفسية على أهمية دور الأسرة في تخفيف حدة التوتر، والامتناع عن توجيه اللوم أو التوبيخ، لأن النتيجة ليست سوى محطة من محطات الحياة، وليست نهاية الطريق".

وشدد وليد هندي، على أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية لطريق جديد مليء بالفرص، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي لا يتوقف على المجموع، بل على كيفية استثمار الإمكانات وتطوير المهارات.

خطر الإحباط والتوبيخ

وقال وليد هندي: "الكلية اللي تكون فيها على القمة هي كليتك، مش الكلية اللي بتاخد أعلى مجموع"، في إشارة إلى أهمية النجاح الذاتي وتحقيق التميز في أي مجال، وليس فقط في الكليات ذات المجموع المرتفع.

ونبّه وليد هندي إلى خطورة إرسال رسائل سلبية للطلاب بعد النتيجة، مثل توجيه اللوم أو السخرية أو حتى التعبير بلغة جسد محبطة، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات قد تترك آثارًا نفسية عميقة على المدى الطويل، وتفقد الطالب ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة المستقبل.

وأوضح وليد هندي أن بعض أولياء الأمور يعتقدون أن الضغط النفسي قد يحفّز الطالب، لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث يؤدي الإحباط إلى الانسحاب واللامبالاة وربما الدخول في حالات اكتئاب.

الشائعات والدرجات الوهمية

وأشار وليد هندي أيضًا إلى ظاهرة الشائعات التي تنتشر على الإنترنت عقب إعلان النتيجة، مثل ما يُعرف بـ"رفع الدرجات الوهمية"، والتي يتاجر بها البعض لإعطاء الطلاب وأسرهم أملًا زائفًا، مبينه أن هذه السلوكيات تستنزف نفسيًا الطالب وتشتت ذهنه في وقت هو في أمسّ الحاجة فيه إلى التوجيه والدعم الواقعي.

واختتم وليد هندي حديثه بالتأكيد على أن كل طالب لديه قدرات وإمكانات فريدة، وأن المقياس الحقيقي للنجاح لا يُختزل في الأرقام، بل في القدرة على التعلم، والتطور، والتغلب على التحديات، والنجاح في مهنة يحبها ويبرع فيها.

الدكتور وليد هندي 
الدكتور وليد هندي 

دور الأسرة .. دعم لا مشروط

في ظل هذه التحديات، تبرز أهمية دور الأسرة في الاحتواء والتشجيع الإيجابي، بعيدًا عن المقارنات مع الآخرين أو جلد الذات. فالطالب بحاجة إلى من يمنحه الثقة والطمأنينة لا من يزيد من قلقه. وهنا تأتي الرسالة الأهم: "احتفل بابنك لأنه اجتهد، لا لأنه حصل على رقم معين"، فالمستقبل لا يُبنى فقط على النتيجة، بل على الدعم والاستمرارية.

تم نسخ الرابط