نادي الصراخ في شيكاغو.. صيحة جديدة لتفريغ التوتر في الهواء الطلق

في مشهد غير تقليدي ومليء بالطاقة، يجتمع العشرات من سكان شيكاغو كل يوم أحد عند الساعة السابعة مساءً على رصيف شاطئ نورث أفينيو، ليمارسوا طقسًا فريدًا من نوعه: الصراخ الجماعي فوق بحيرة ميشيغان.
نادي الصراخ في شيكاغو
هذه المبادرة الغريبة والمحفزة في آنٍ، أطلق عليها المشاركون اسم "Scream Club" أو "نادي الصراخ"، وهي جلسات أسبوعية تهدف إلى تفريغ التوتر والانفعالات بطريقة صحية ومجانية في قلب الطبيعة.
الصراخ وسيلة جديدة للتخلص من الضغط النفسي
يُعتبر هذا التجمع الأسبوعي بمثابة جلسة علاج نفسي غير رسمية، تعتمد على التنفس العميق والصراخ المُوجّه في الهواء الطلق، وهي تقنية تلقى رواجًا متزايدًا بين الشباب والمهتمين بالصحة النفسية.
يقول ماني هيرنانديز، مؤسس نادي الصراخ ومدرب تمارين التنفس: "أردتُ أن أخلق مساحة يمكن للناس فيها إطلاق مشاعرهم بلا خجل أو قيود، فالصراخ أداة قوية يمكنها تفريغ الكثير مما نحمله بداخلنا".
من مبادرة فردية إلى طقس جماعي أسبوعي
بدأت الفكرة كمبادرة شخصية من هيرنانديز، حين كان يبحث عن طريقة لمواجهة ضغوط الحياة اليومية، قام بدعوة الآخرين للمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحوّلت المبادرة إلى تجمع أسبوعي ثابت، يجذب أعدادًا متزايدة من المشاركين من مختلف الأعمار والخلفيات.
ويضيف أحد المشاركين، أليكساندر روفالكابا، قائلاً: "ما يجعلني أعود كل أسبوع هو الشعور بأنني أتخلص فعلًا من أشياء كنت أحتفظ بها داخلي، وجدت أخيرًا وسيلة آمنة وصحية للتعبير عمّا لا أستطيع قوله بالكلمات".
الصحة النفسية والبحث عن وسائل بديلة للراحة
يندرج "نادي الصراخ" ضمن موجة متزايدة من الأنشطة المجتمعية التي تهدف إلى تحسين الصحة النفسية عبر تقنيات غير تقليدية، مثل العلاج بالصراخ، وتمارين التنفس، واليوغا الجماعية.
ويعلّق هيرنانديز: "أعتقد أن هذه طريقة جيدة وفعّالة لإطلاق كل ما نحمله داخلنا بطريقة صحية وآمنة. الفراغ الكبير أمامنا – البحيرة والسماء – يجعلنا نشعر بالتحرر من القيود".
كيف تساهم هذه الجلسات في تحسين الحالة النفسية؟
بحسب خبراء الصحة النفسية، فإن الصراخ الموجّه يُعد وسيلة فعّالة لتحرير المشاعر المكبوتة والتقليل من مستويات التوتر والقلق، كما أنه يُفعّل الجهاز العصبي السمبثاوي، ما يساعد الجسم على الاسترخاء بعد الانفعال.
ويشجّع الأطباء على ممارسة مثل هذه التمارين في بيئة آمنة وجماعية، لما توفّره من إحساس بالانتماء والدعم المتبادل بين المشاركين.