معلمو الفرنسية: رسوب طالب حاصل على 92% بسبب “اللغة الثانية” مأساة تعليمية

أثار ظهور نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي 2025 جدلاً واسعًا بين المعلمين وأولياء الأمور، خاصةً بعد تكرار وقائع رسوب طلاب متفوقين بسبب إخفاقهم في مادة اللغة الأجنبية الثانية، رغم حصولهم على مجاميع مرتفعة تقترب من 90% أو أكثر، وهو ما وصفه معلمو اللغة الفرنسية بـ”المشهد الأصعب” بعد إعلان النتيجة.

وقال عدد من معلمي اللغة الفرنسية، في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، إن من أقسى المشاهد التي يتعرضون لها بعد ظهور النتيجة، أن يروا طالبًا حاصلًا على 92% أو أكثر، لكنه راسب في اللغة الثانية وبالتالي أصبح مطالبًا بدخول امتحان الدور الثاني.

وأكدوا أن ذلك يمثل مفارقة مؤلمة في مسيرة الطالب التعليمية، ويكشف عن خلل واضح في طريقة التعامل مع المادة، سواء في التصحيح أو في تقييم أهميتها. 

وقال أحد المعلمين: “اللغة الثانية أصبحت عبئًا نفسيًا على الطلاب بدلًا من أن تكون مادة تثقيفية تكمّل المنظومة اللغوية، خاصة بعد أن تم استبعادها من المجموع الكلي، وهو قرار أضعف من دافع الطالب لدراستها، وفي نفس الوقت جعلها مادة حاسمة في النجاح والرسوب، مما يُعد تضاربًا تربويًا غير مبرر”.

وأضافت معلمة أخرى: “الطالب لم يعد يهتم باللغة الثانية لأنه لا يستفيد منها في رفع مجموعه، لكنه قد يرسب فيها ويفقد فرصته في التنسيق، وهذا تناقض تربوي واضح”، مشددة على أن القرار جعل اللغة الثانية مادة “معنوية في المجموع، لكنها مصيرية في النجاح”، مما أربك الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

وطالب المعلمون بضرورة إعادة النظر في وضع اللغة الأجنبية الثانية داخل منظومة الثانوية العامة، بحيث يتم إما إضافتها إلى المجموع لتحفيز الطالب على الاجتهاد فيها، أو على الأقل إعادة ضبط معايير النجاح والرسوب فيها لتتناسب مع أهميتها النسبية مقارنة بالمواد الأساسية الأخرى.

وأشار المعلمون إلى أن استبعاد اللغة الثانية من المجموع كان من المفترض أن يُخفف الضغط عن الطلاب، لكنه في الواقع زاد التوتر، لأن الطالب لا يهتم بها طوال العام، ثم يجد نفسه في مواجهة مباشرة معها يوم النتيجة، وقد تتسبب في إحالته للدور الثاني رغم تفوقه في باقي المواد.

واختتموا بأن مراجعة هذا الوضع ضرورة تربوية قبل أن تتحول اللغة الثانية إلى “فخ غير مرئي” يهدد مستقبل الطلاب المتفوقين.