نداء أممي عاجل.. الشربيني: لا وقت للترف السياسي والعمل المناخي لايحتمل التأجيل

أطلق منتدى السياسات رفيع المستوى للتنمية المستدامة لعام 2025 (HLPF)، المنعقد حاليًا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، نداءً دوليًا عاجلًا لتسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وسط تحذيرات من خطورة التباطؤ في مواجهة الأزمات المناخية والاجتماعية والاقتصادية المتداخلة.

وأكد السفير الدكتور مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في قضايا المناخ والاستدامة، أن الجلسة الافتتاحية حملت رسالة صريحة..لا مزيد من الأعذار... نصف الطريق قد مر، وحان وقت اتخاذ إجراءات ملموسة تترك أثرًا حقيقيًا في حياة الناس، وتنقذ الكوكب".

تراجع التقدم في عدد من الأهداف

وقال الشربيني، الذي يشارك رسميًا بأربعة مبادرات معتمدة على الموقع الرسمي للأمم المتحدة بالتعاون مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC)، إن المنتدى تحول إلى "لحظة مساءلة عالمية"، وأن فعاليات اليوم الأول عكست قلقًا دوليًا واسعًا من تراجع التقدم في عدد من الأهداف، أبرزها: الصحة، والمساواة بين الجنسين، والنمو الاقتصادي، والحياة البحرية.

وأوضح أن تقرير أهداف التنمية المستدامة 2025 الصادر مع انطلاق المنتدى كشف عن فجوة واضحة بين الالتزامات الدولية والنتائج الفعلية، بفعل تراكم الأزمات من تغير المناخ والنزاعات، إلى تداعيات الجائحة وتفاقم أزمات الديون.

وأشار الشربيني إلى أن المنتدى لا يكتفي بتبادل الخطابات، بل يمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية الدول في ترجمة وعودها إلى إجراءات ممولة تستند إلى بيانات دقيقة، مع إشراك حقيقي للمجتمع المدني، مضيفًا أن ما لم تترجم الخطط إلى تمويل حقيقي، ويُعطى فيها دور فعلي للمجتمع المدني، فإننا سنعيد إنتاج نفس الوعود ونفقد البوصلة ونحن في النصف الأخير من الطريق نحو 2030".

كما لفت إلى أن منظمة الصحة العالمية أطلقت جلسة محورية خلال المنتدى حول تسريع التقدم في الهدف الثالث (الصحة الجيدة والرفاه)، داعيًا إلى إدماج الصحة النفسية بشكل متكامل في سياسات الدول، لما لها من أثر مباشر على الإنتاجية والاستقرار الاجتماعي.

وتطرق الشربيني إلى أهمية المبادرات الأربعة التي يشارك بها ضمن الفعاليات، وهي:

• مبادرة سفراء المناخ: التي أصبحت منارة للشباب والمرأة.
• رواد الحياد الكربوني: التي عززت ثقافة البصمة الكربونية في مصر والعالم العربي.
• مدققو وخبراء الاستدامة والكربون: أول مبادرة لتأهيل مهنة مدقق البصمة الكربونية عربيًا.
• سفراء المياه: التي أُطلقت بالشراكة مع الأمم المتحدة خلال مؤتمر المياه عام 2023.

وأكد أن الاعتراف الرسمي بهذه المبادرات على موقع الأمم المتحدة يمثل سابقة عربية تُسجّل لمصر في سجل العمل التنموي الدولي.

وختم الشربيني تصريحه بالتشديد على أن المنتدى في نسخته الحالية ليس مناسبة شكلية، بل لحظة فارقة لمحاسبة الدول على أدائها، قائلًا ..المنتدى ليس مؤتمرًا نظريًا، بل منصة حقيقية لمحاسبة الحكومات على وعودها. يجب تحويل بيانات المنتدى إلى جداول تمويل، وتحويل الجداول إلى عدالة اجتماعية في كل قرية ومدينة".

ويختتم المنتدى يوم 23 يوليو 2025 بجلسة وزارية تعتمد وثيقة ختامية تفاوضية، تتضمن التزامات ملموسة في مجالات التمويل، العدالة المناخية، التعاون الدولي، ودعم الشراكات، بهدف إعادة توجيه بوصلة العالم نحو تحقيق أجندة 2030 قبل فوات الأوان.