عاجل

رفض العلاج.. ولاء وسام تكشف أسباب الاكتئاب والعناد المرضي لكبار السن

أزمة كبار السن
أزمة كبار السن

أكدت الدكتورة ولاء وسام، أستاذ طب المسنين بجامعة عين شمس، أن لهذا السلوك أسبابًا متعددة، قد تكون نفسية أو صحية أو حتى اجتماعية، تستوجب التعامل معها بوعي طبي وأسري شامل، وبالتالي يعاني الكثير من الأسر من ظاهرة شائعة لدى كبار السن، تتمثل في رفضهم المتكرر للذهاب إلى الطبيب أو التحرك من أماكنهم، وهو ما يثير قلقًا متزايدًا بين ذويهم.

السبب الخفي وراء العناد

أوضحت ولاء وسام، خلال لقائها مع الإعلامي شريف نور الدين في برنامج "أنا وهو وهي" على قناة "صدى البلد"، أن أحد أبرز أسباب رفض كبار السن تلقي الرعاية أو الخروج من المنزل، هو الإصابة بالاكتئاب، مشيرة إلى أن هذا النوع من الاكتئاب غالبًا ما يكون خفيًا وغير ملحوظ للأقارب، إذ يظنه البعض مجرد "عناد" أو "مزاج سيئ"، بينما هو في الحقيقة عرض مرضي يستدعي التقييم والعلاج.

وأفادت ولاء وسام بأن المسن قد يرفض ركوب سيارة إسعاف أو حتى تلقي زيارة طبية، ليس لأنه لا يريد العناية، بل لأن الألم النفسي المرتبط بحالته يجعله ينفر من التواصل الخارجي ويشعر بعدم جدوى العلاج.

تأثير الأمراض المزمنة

وأضافت ولاء وسام أن التغيرات المزاجية الناتجة عن التقدم في العمر أو الإصابة بأمراض مزمنة مثل الضغط أو السكري أو الزهايمر، تؤثر بشكل كبير على سلوك المسن ونفسيته، متابعه: "بعض كبار السن يظهرون عنادًا مفرطًا، وهو في الغالب نتيجة لتغيرات في الحالة المزاجية أو بسبب الألم الجسدي والنفسي، ما يدفعهم لرفض أي نوع من الرعاية".

وشددت ولاء وسام على ضرورة فهم هذه التغيرات لا باعتبارها تمردًا على الواقع، بل كمؤشر على وجود خلل داخلي يستوجب التدخل العلاجي والنفسي العاجل.

جذب الانتباه أم إهمال عائلي؟

وحول الاعتقاد الشائع بأن رفض المسن للعلاج نابع من شعوره بالإهمال أو الرغبة في جذب اهتمام المحيطين، قالت ولاء وسام: "صحيح أن بعض الحالات قد تستخدم هذا السلوك كوسيلة لاستدرار التعاطف، لكن النسبة الأكبر تعود إلى مشاكل صحية ونفسية لا يتم تشخيصها بدقة".

ودعت ولاء وسام إلى أهمية عدم التسرع في إصدار الأحكام، بل محاولة فهم الأسباب الحقيقية الكامنة خلف هذا الرفض، والتعامل مع المسن بقدر أكبر من الصبر والحب، إلى جانب استشارة المختصين عند الضرورة.

كبار السن 
كبار السن 

ضرورة التدخل المبكر 

أكدت ولاء وسام أن تجاهل هذه الحالات واعتبارها مجرد سلوكيات وقتية هو خطأ كبير، قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية والنفسية للمسن بمرور الوقت، مشدده على أهمية المتابعة الطبية المستمرة والتقييم النفسي الدوري لكبار السن، خاصة أولئك الذين يظهرون سلوكًا انعزاليًا أو رفضًا دائمًا للرعاية.

واختتمت ولاء وسام حديثها بالدعوة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بطب وصحة المسنين، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي المناسب لهم، باعتبارهم فئة مهمة تستحق الرعاية والاحترام، لا سيما في مراحل العمر الحرجة التي يعيشونها.

تم نسخ الرابط