عاجل

جامعة الدول العربية تدين تجويع غزة وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري

غزة
غزة

عقد مجلس جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا طارئًا على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الأمانة العامة في القاهرة، برئاسة الأمين العام أحمد أبو الغيط، لمناقشة التصاعد الحاد للأزمة الإنسانية في قطاع غزة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض منذ ما يقرب من عامين.

وأصدر المجلس في ختام اجتماعه بيانًا رسميًا أدان فيه بشدة قيام الاحتلال الإسرائيلي بتحويل قطاع غزة إلى منطقة تعاني من مجاعة جماعية، معتبراً سياسة التجويع كسلاح في الحرب عملاً يُرقى إلى الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

بيان الجامعة

وأكد البيان أن استمرار الحصار الكامل وإغلاق المعابر أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مما تسبب في وفاة عدد كبير من المدنيين جوعًا ونقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، في ظل تدهور متواصل للأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني.

وشدد مجلس الجامعة على ضرورة تفعيل آليات المحاسبة والمساءلة الدولية بحق إسرائيل، وتحميلها المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة في غزة، خاصة استهداف المدنيين وحرمان السكان من الاحتياجات الأساسية.

الاعتراف الرسمي بحجم الكارثة

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لوضع حد للعدوان، والاعتراف الرسمي بحجم الكارثة الإنسانية التي تواجهها غزة، مؤكدًا أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى خروج الأزمة عن السيطرة وتدهور الأوضاع الأمنية على المستوى الإقليمي والدولي.

وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد الأمين العام أحمد أبو الغيط أن الجامعة العربية تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف، لكنها تُدين بأشد العبارات هذا التصعيد الخطير الذي يهدد حياة الملايين في غزة، داعيًا إلى وقف فوري وشامل للأعمال العدائية ورفع الحصار عن القطاع.

برنامج الأغذية العالمي: غزة وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التدهور

وفي السياق ذاته، أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بيانًا حذر فيه من أن الوضع في غزة "وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من التدهور"، مؤكدًا أن المدنيين يواجهون خطر الموت جوعًا يوميًا.

وأضاف البرنامج أن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، مشيرًا إلى أن ثلث سكان القطاع تقريبًا يعيشون فترات متواصلة دون طعام، في وقت تواصل فيه إسرائيل منع إدخال المساعدات الإنسانية منذ مارس الماضي.

مجازر وسط طوابير الإغاثة

وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فقد سجلت المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية فقط استشهاد 99 مدنيًا وإصابة أكثر من 650 آخرين، نتيجة استهداف مباشر للمواطنين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، ما رفع إجمالي ضحايا "لقمة العيش" إلى 1,021 شهيدًا وأكثر من 6,511 إصابة منذ بداية التصعيد.

صحة المرأة الحامل في خطر بغزة

وكشف تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن هناك أكثر من 55 ألف سيدة حامل في قطاع غزة، يعانين ظروفًا صحية وإنسانية قاسية. 

وأوضح التقرير أن 11 ألفًا منهن على الأقل مهددات بخطر المجاعة وسوء التغذية الحاد، مما يشكل خطرًا مباشرًا على حياتهن وحياة أجنتهن، ويزيد من احتمال حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة.

20 وفاة بسبب الجوع خلال ساعات

وفي ظل استمرار الحصار، سُجّلت خلال الساعات الأخيرة وفاة 20 فلسطينيًا بسبب الجوع، وفق ما أكدت مصادر طبية، مما يفاقم مأساة المدنيين ويزيد من الضغط على المؤسسات الإنسانية العاملة في القطاع.

الأونروا: الوضع كارثي والأسعار ارتفعت 40 ضعفاً

بدورها، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيانًا قالت فيه إنها تتلقى "رسائل يائسة" من موظفيها داخل غزة عن المجاعة المتفاقمة. 

وأضافت الوكالة أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بمعدل 40 ضعفًا، وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ شهور، ما أدى إلى انهيار الأمن الغذائي بشكل شبه تام.

تم نسخ الرابط