طارق الشناوي يكشف كواليس منع راغب علامة: «عشوائية النقابة تُهين الفن» |فيديو

فجّر الناقد طارق الشناوي، ناقد فني، مفاجآت قوية حول قرار نقابة المهن الموسيقية بمنع الفنان اللبناني راغب علامة من الغناء في مصر، معتبرًا أن القرار جاء "عشوائيًا" ويفتقد لأبسط مقومات المهنية والفهم السياسي والثقافي، مشيرًا إلى أن هذه القرارات تُسيء للفن والفنانين، وتؤجج مشاعر بين الشعوب.
قرار بلا دراسة.. "صياغة كارثية"
أكد طارق الشناوي، في مداخلة هاتفية جريئة مع برنامج "الستات" على قناة النهار، أن بيان نقابة الموسيقيين لم يكن مجرد قرار بمنع راغب علامة، بل تضمن لهجة "شعبوية" تتضمن احتقارًا غير مباشر للفن اللبناني، مستشهدًا بجملة من البيان تقول: "لا نقبل في بلد أم كلثوم وعبدالحليم أن يحدث مثل ما رأيناه"، معتبرًا أن هذا الأسلوب التصعيدي يفتقد للحكمة، ويهدد بإثارة نزاع ثقافي بين الشعوب.
وقال:" لبنان بلد جبران خليل جبران، وفيروز، ووديع الصافي، والأخوين رحباني، وميخائيل نعيمة.. فهل من الحكمة أن نقلل من شأن هذا التاريخ؟".
مسؤولية التنظيم .. لا الفنان
أوضح طارق الشناوي أن اللوم لا يقع على راغب علامة، بل على الجهة المنظمة للحفل، مشيرًا إلى أن أي فوضى أو تجاوزات حدثت على المسرح لا يجب أن تتحملها النقابة بطريقة عقابية متسرعة، بل تتم معالجتها بتأنٍ ووفق الأطر القانونية والفنية السليمة.
واستشهد الناقد الفني بحادثة شخصية مرّ بها، حين كان في مهرجان جرش بالأردن، ووقع حادث مؤلم لأحد المعجبين بجورج وسوف، حيث قفز من المدرجات الرومانية وأُصيب بكسر في ساقه بسبب شدة حبه للفنان، مؤكدًا أن هذا النوع من العشق المجنون لا يجب أن يُحمّل للفنان نفسه.
راغب علامة مستمر في الغناء
وكشف أن الفنان راغب علامة بالفعل تواصل مع نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، وحدث تفاهم بين الطرفين، ما يؤكد أن القرار "سقط فعليًا"، خاصة أن راغب سيحيي حفلًا قريبًا في "مراسي"، مشددًا على أن منع فنان بهذه الشعبية والجماهيرية هو نوع من الإهانة غير المقبولة.
وأضاف طارق الشناوي: "لا يجوز أن تهين فنانًا أو تُهين البلد التي ينتمي إليها. ما هذه السلطة التي تملكها لتصدر حكمًا بهذا الشكل؟".
قرارات بين التسرع والتهور
انتقد طارق الشناوي أداء مجلس إدارة نقابة الموسيقيين، معتبرًا أن قراراتها غالبًا ما تتخذ بعجلة ودون تدقيق، مشيرًا إلى مواقف مشابهة سابقة، مثل التحقيق مع الفنانة شيرين عبدالوهاب بسبب ما اعتُبر زلة لسان، مؤكدًا أن النقابة تتعامل أحيانًا مع الأمور بـ"عقلية العقاب لا الإصلاح".
وتابع طارق الشناوي: "يجب على من يتولى منصب النقيب أن يتحلى بالموضوعية، وأن يمتلك رؤية ثقافية، إنسانية، وسياسية، مع فهم عميق للغة العربية وأساليب صياغة البيانات الرسمية".
دعوة إلى الهدوء والاحتراف
في ختام المداخلة، شدد طارق الشناوي على أهمية التروّي قبل إصدار أي قرارات تمسّ الفنانين، قائلًا: "نحتاج كثيرًا من الهدوء والموضوعية ودراسة كل الأبعاد الفنية، القانونية، الثقافية قبل صدور أي بيان أو إجراء".
وأضاف طارق الشناوي: "نحن لا نعارض التنظيم، بل ندعو إلى احترام الفن والفنانين، بعيدًا عن الشعبوية والانفعالات المؤسسية التي قد تضر بصورة مصر الفنية والثقافية أمام العالم".

المشهد الفني المصري
بهذه المداخلة، سلّط الشناوي الضوء على أزمة جديدة في إدارة المشهد الفني المصري، داعيًا إلى مراجعة شاملة لآليات اتخاذ القرار داخل النقابة، وإعلاء منطق الحوار والاحتراف بدلًا من الارتجال وردود الفعل السريعة.