إبراهيم القللي بطل الحريق.. السعودية تكرم أسرته بجائزة مالية ووسام ملكي رفيع

في موقف إنساني مؤثر لا يُنسى، شهدت السعودية عام 2016 حادثة بطولية نادرة، حينما أنقذ مقيم مصري يدعى إبراهيم القللي عشرة أشخاص من الموت المحقق أثناء اندلاع حريق هائل في أحد المستشفيات، هذه القصة التي رصدتها كاميرات المراقبة أثارت إعجاب السعوديين والعالم العربي، وأصبحت مثالًا حيًّا على الشهامة والتضحية.
إبراهيم القللي مصري ينقذ 10 أشخاص من حريق في السعودية
عقب الحريق المفجع الذي اندلع داخل المستشفى، بدأت السلطات السعودية بفحص كاميرات المراقبة لرصد تفاصيل الحادث، لكن المفاجأة لم تكن فقط في أسباب الحريق، بل في مشهد بطولي سجّلته الكاميرات، حيث ظهر شخص مجهول ينقل المرضى والزوّار من داخل المستشفى واحداً تلو الآخر وسط النيران والدخان الكثيف.

إنقاذ 10 أشخاص.. والنار كانت أسرع في المرة الـ11
بشجاعة نادرة لا تُقاس، واصل الشاب المصري إبراهيم القللي إنقاذ الأرواح دون أن يتوقف أو ينتظر مقابلاً، فكان يدخل إلى أماكن الخطر ويخرج منها وهو يحمل شخصًا تلو الآخر، تمكن من إنقاذ 10 أشخاص خلال دقائق مصيرية.
لكن القدر كتب الفصل الأخير حين حاول للمرة الـ11 إنقاذ شخص جديد، حيث حاصرته النيران وتمكن منه الدخان الكثيف، ليلقى حتفه بطلاً في مشهد مأساوي يقطر فخرًا وشجاعة.
زيارة عادية تحولت إلى قصة استثنائية
إبراهيم لم يكن موظفًا في المستشفى ولا مسعفًا محترفًا، بل كان في زيارة لمريض وقت اندلاع الحريق، لم يتردد أو يهرب، بل قرر أن يتحوّل إلى منقذ حقيقي ويقوم بما لم يتوقعه أحد، في وقت يركض فيه الآخرون بعيدًا عن الخطر.
وسام ملكي ومليون ريال لأسرة الشهيد
تكريمًا لتضحيته النبيلة، أعلنت المملكة العربية السعودية منح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى لإبراهيم القللي، وهو وسام يُمنح لأصحاب الإنجازات البطولية والإنسانية الكبرى. كما تم تكريم أسرته بمبلغ مليون ريال سعودي تقديراً لشجاعته وتضحيته بحياته من أجل الآخرين.
تسلمت الأسرة الوسام وسط حالة من التأثر، واحتفى السعوديون والعرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقصة "البطل المصري"، مؤكدين أن القيم الإنسانية لا تعترف بالجنسيات، وأن البطولة تُخلّد في الذاكرة مهما مضى الزمن.
رسالة خالدة من قلب النيران
قصة إبراهيم القللي لم تكن مجرد حادث عابر، بل رسالة إنسانية خالدة عن الشجاعة والإيثار، في عالم يميل إلى الفردية، تذكّرنا تضحيات الأبطال الحقيقيين أن البطولة قد تظهر في لحظة، وتُغيّر مجرى حياة الكثيرين.