احذر سموم خفية في أساور الساعات الذكية قد تدخل جسمك يوميًا

سموم خفية في أساور الساعات الذكية قد تمثل خطرًا غير مرئي يهدد صحتك. هذا ما كشفت عنه دراسة حديثة أجرتها جامعة نوتردام الأميركية، ونشرتها مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية أواخر عام 2024، حيث تبيّن أن معظم أساور الساعات الذكية تحتوي على مركبات كيميائية تُعرف باسم PFAS، وعلى رأسها مادة PFHxA، والتي يمكن امتصاصها عبر الجلد مع الاستخدام اليومي.
كيف تنتقل المواد الضارة إلى الجسم؟
توضح الدراسة أن أساور الساعات الذكية، المصنوعة غالبًا من المطاط الصناعي والبوليمرات، قد تسمح بامتصاص مواد كيميائية ضارة عبر الجلد. على عكس الساعات التقليدية ذات الأساور المعدنية أو الجلدية، تُصنّف هذه المواد ضمن "المواد الأبدية" لصعوبة تحللها. ومع تكرار ارتداء الساعة طوال اليوم، يزداد خطر تراكم السموم الخفية في أساور الساعات الذكية داخل الجسم.
سمية PFHxA والمخاطر الصحية المحتملة
مادة PFHxA تندرج تحت مركبات PFAS المستخدمة في تغليف الأطعمة والسجاد والمفروشات، وترتبط بحسب دراسات بأضرار على الكبد والغدة الدرقية، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. ورغم تلك المخاوف، لا تزال وكالة حماية البيئة الأميركية لا تُدرجها ضمن قائمتها للمواد الممنوعة. ويزداد القلق مع عدم وجود رقابة صارمة على تصنيع أساور تحتوي على سموم خفية في أساور الساعات الذكية حول العالم.

موقف شركات التكنولوجيا من الاتهامات
شركات مثل غوغل وأبل وسامسونغ واجهت اتهامات بالتقاعس. «غوغل» أكدت التزامها بتقليل استخدام PFAS في منتجاتها، بينما تواجه «أبل» و«سامسونغ» دعاوى قضائية في كاليفورنيا تتهمهما بإخفاء معلومات حول احتواء منتجاتهما على هذه المركبات. هذا الضغط القانوني قد يُجبر الشركات على إعادة تقييم مكونات المنتجات التي تحتوي على سموم خفية في أساور الساعات الذكية مستقبلًا، خاصة بعد تزايد الوعي العام بالمخاطر.
تحذيرات العلماء بشأن التراكم في الجسم
رغم عدم وجود أدلة قاطعة، يحذر الخبراء من التراكم التدريجي لهذه المواد في الجسم. البروفسورة جينيفر فريمان تشير إلى أن PFHxA قد تحمل نفس السمية الخطيرة لمركبات تم حظرها سابقًا، مما يستدعي إجراء أبحاث مستقلة بشكل عاجل. كما أشارت دراسات أخرى إلى أن التلامس المباشر للجلد مع السموم الخفية في أساور الساعات الذكية، خصوصًا في حالات التعرق أو تآكل السوار، يزيد من احتمالات الامتصاص. وتشير بعض التقارير إلى أن التراكم المزمن لهذه المواد قد يؤثر على الصحة الهرمونية والمناعية لدى المستخدمين الدائمين.
توصيات لتفادي الخطر
يوصي الباحثون باستخدام أساور من السيليكون أو مواد طبيعية، وتجنب المنتجات التي تحتوي على PFAS. كما شدد الخبراء على أهمية مسؤولية الشركات في تطوير بدائل أكثر أمانًا لحماية المستهلكين من هذه السموم الخفية في أساور الساعات الذكية، خاصة أن عدد مستخدميها يزداد سنويًا، ما يجعل الوقاية ضرورة صحية عاجلة. ويُنصح أيضًا بتغيير الأساور بشكل دوري لتقليل فرص التعرض طويل الأمد لمصادر الخطر.