عاجل

عالم أزهري: النفاق آفة تهدد المجتمع وهناك تحذيرات نبوية من هذا السلوك (فيديو)

الدكتور أيمن الحجار
الدكتور أيمن الحجار

حذّر الدكتور أيمن الحجار، أحد علماء الأزهر الشريف، من خطورة النفاق باعتباره أخطر الصفات التي تهدد استقرار المجتمع وتؤثر بشكل مباشر على العلاقات الاجتماعية والأخلاقية بين الأفراد، موضحا  أن المنافق هو الشخص الذي يتلون وفق مصالحه، ويسير مع كل تيار دون ثبات على مبدأ، مما يؤدي إلى تفكيك الروابط بين الناس وإضعاف الثقة داخل المجتمع.

تحذيرات نبوية 

وخلال حلقة برنامج الأمثال النبوية، الذي يُعرض على قناة الناس، استشهد الدكتور الحجار، بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم:"مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنم، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة".

وأوضح، أن هذا الحديث يعكس طبيعة المنافق، فهو شخص متقلب، لا ينتمي إلى طرف معين، بل يسعى وراء مصالحه الشخصية على حساب المبادئ والقيم، مما يجعله عنصرًا هدامًا داخل المجتمع، لافتا إلى  أن السلوك المنافق لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يمكن أن يمتد إلى المجتمعات والمؤسسات، مما يؤدي إلى هشاشة الاستقرار الاجتماعي، إذ إن غياب الصدق والثبات على المبادئ يحول العلاقات إلى حالة من الفوضى وعدم الثقة.

النفاق في القرآن 

وأشار الدكتور أيمن الحجار، إلى أن القرآن الكريم تناول موضوع النفاق في أكثر من 340 موضعًا، بل خُصصت له سورة كاملة تحمل اسم المنافقون، في إشارة إلى خطورته وضرورة التحذير منه.

كما استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُحدد أبرز صفات المنافق:

"آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".

وأكد الحجار، أن هذه الصفات الثلاث توضح طبيعة المنافق، فهو يكذب في كلامه، ولا يفي بوعوده، ويخون الأمانة، وهي خصال تقود إلى تفكك المجتمعات وغياب العدالة وانتشار الفساد.

معيارالصادق والمنافق

وفي سياق متصل، شدّد الدكتور الحجار، على ضرورة تربية النفس على الصدق والوفاء بالعهد، والبعد عن الفجور في الخصومة، مشيرًا إلى أن الصلاة تُعد من العلامات الفارقة التي تميّز المؤمن الصادق عن المنافق.

واستشهد بقول الله تعالى في سورة النساء:"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا".

وأوضح،  أن المنافقين يؤدون العبادات بدافع الرياء وليس بدافع الإيمان، مما يعكس ازدواجية شخصياتهم، حيث يسعون إلى إظهار التقوى أمام الناس، بينما تخلو قلوبهم من الخشوع والإخلاص لله تعالى.

كيف نحمي المجتمع 

وشدد الحجار، على ضرورة مكافحة ظاهرة النفاق التى  تبدأ من التربية السليمة، التي تُرسخ قيم الصدق، والإخلاص، والأمانة في نفوس الأفراد منذ الصغر. كما شدّد على أهمية تعزيز الرقابة الذاتية، بحيث يكون الإنسان مسؤولًا أمام الله وأمام نفسه عن تصرفاته، دون أن يسعى إلى إرضاء الناس على حساب القيم والمبادئ، مضيفا إن المجتمعات التي تُكرّس الصدق والشفافية في التعاملات هي التي تنجح في تحقيق التنمية والاستقرار، بينما تؤدي ثقافة النفاق إلى انتشار الفساد وضعف العلاقات الإنسانية.

النفاق يهدد المجتمع

 واختتم الدكتور أيمن الحجار، أحد علماء الأزهر الشريف ، بالقول  في ظل هذه التحذيرات النبوية والقرآنية، يبقى النفاق أحد أخطر الآفات الاجتماعية التي تستوجب الوعي والتصدي لها ، بينما يُعد الصدق والإخلاص أساس بناء المجتمعات القوية، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن تعزيز ثقافة الصدق ومحاربة النفاق في حياتنا اليومية؟

تم نسخ الرابط