هل تتحرك الحكومة السورية لاحتواء الوضع وتفادي التصعيد في السويداء|فيديو

في ظل التصعيد الأخير في محافظة السويداء السورية، وتصريحات وزير الإعلام السوري حمزة مصطفى حول جهود الحكومة لنزع فتيل التوتر، أكد أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن الحكومة السورية تتجه نحو سياسة التهدئة، لكن التحديات تبقى قائمة بسبب تدخلات خارجية وانقسامات داخلية.
وأشار العشري في داخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية " إلى أن الحكومة السورية بدأت في الأيام الثلاثة الأخيرة منحىً أكثر هدوءًا، وركزت على إدخال المساعدات الإنسانية رغم رفض بعض الأطراف المحلية مثل حكمت الشهابي دخول الوفود الرسمية.
وأضاف: يبدو أن الحكومة تتعامل بكثير من الضبط النفسي، والبدء بسحب قوات الجيش خارج السويداء والاكتفاء بقوات الأمن الداخلي يمثل بادرة إيجابية.
لكنه أشار إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في بعض الأصوات التي تسعى لإشعال الأزمة، مثل حكمت الهجيري، الذي يُعتقد أنه يتلقى دعماً خارجياً، وربما حتى إسرائيلياً.
التدخل الأمريكي والدور الإسرائيلي
كشف العشري عن وجود تدخل أمريكي في الساعات الأخيرة للضغط على إسرائيل بعدم الاستجابة لمطالب بعض الأطراف في السويداء، قائلاً: هناك أصوات داخل السويداء، خاصة من شيوخ طائفة الدروز العقلاء، تسعى لتسوية مع الحكومة، لكن الهجيري يمثل تياراً منقسماً يطالب بدخول قوات أجنبية.
وأوضح أن الهجيري أطلق دعوات منذ أيام لدخول قوات أجنبية بحجة حماية الدروز من عمليات القتل المزعومة، مما زاد من الانقسام الداخلي بين مؤيدين للحكومة ومعارضين يتطلعون لدعم خارجي.
وأكد العشري أن المدنيين هم من يدفعون ثمن هذا الصراع، حيث شهدت السويداء مواجهات مسلحة بين العشائر البدوية والميليشيات المحلية، مما دفع الحكومة إلى نقل بعض العشائر خارج المحافظة في محاولة لاحتواء التوتر.
ورغم ذلك، لفت إلى أن الأوضاع لا تزال هشة، وأن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى انتقال الأزمة إلى مناطق أخرى في سوريا، خاصة المناطق ذات التنوع الطائفي مثل الساحل السوري أو مناطق العلويين.
الحلول المطروحة
دعا العشري إلى ضرورة عقد حوار وطني شامل بين جميع الأطراف السورية، مع التركيز على تلبية المطالب المعيشية لأهالي السويداء، مثل الكهرباء والماء وتوظيف الشباب، كما أشاد بخطاب نائب الرئيس السوري الأخير الذي دعا لوقف إطلاق النار، لكنه طالب بترجمة هذه التصريحات إلى إجراءات فعلية على الأرض.
واخاتم أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام ، حديثه بان سوريا بلد متعدد الطوائف والأعراق، وإدارة الأزمة تحتاج إلى حكمة سياسية لتفادي الانزلاق نحو الفتنة الطائفية.