ما حكم إخراج شنط رمضان من زكاة المال؟.. دار الإفتاء توضح الضوابط الشرعية

في شهر رمضان الكريم، يحرص الكثير من المسلمين على إخراج الزكاة في صورة "شنط رمضان" التي تحتوي على المواد الغذائية الأساسية، لكن هل يجوز شرعًا تخصيص الزكاة بهذه الطريقة؟ دار الإفتاء ردت على هذا التساؤل موضحة الشروط والضوابط الشرعية التي يجب مراعاتها.
إخراج الزكاة نقدًا هو الأصل:
وفقًا لما أوضحه فضيلة الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية السابق، إن الأصل في الزكاة أن تُدفع نقدًا للفقراء والمحتاجين، حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم المختلفة التي قد تشمل الملبس، العلاج، التعليم، وسداد الفواتير، وليس فقط الطعام والشراب.
متى يجوز إخراج الزكاة في صورة "شنط رمضان"؟:
أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز إخراج الزكاة في صورة مواد غذائية إذا تأكد للمزكي أن هذا الشكل من العطاء يحقق مصلحة حقيقية للفقراء، ولكن بشروط، وهي:
1. تحديد المستحقين بدقة: لا بد من البحث الجيد عن المحتاجين، وعدم توزيع الشنط بشكل عشوائي أو على غير المستحقين.
2. تلبية الاحتياجات الفعلية: يجب أن تحتوي الشنطة على المواد التي يحتاجها الفقراء فعلًا، وليس أشياء مفروضة عليهم قد يضطرون لبيعها.
3. الجودة المناسبة: لا يجوز تقديم سلع رديئة أو غير صالحة للاستهلاك.
4. عدم حصر الزكاة في صورة شنط غذائية: لأن الفقراء يحتاجون إلى أموال نقدية لتلبية متطلباتهم المختلفة مثل العلاج والتعليم.
5. إخراج الزكاة بأسلوب يحفظ كرامة الفقراء: يجب تجنب توزيع الشنط بطرق قد تسبب إحراجًا أو إذلالًا للمحتاجين.
توصية دار الإفتاء المصرية :
نصحت دار الإفتاء بأن تكون زكاة المال نقدية في المقام الأول، حتى يحصل المستحقون على الحرية في تلبية احتياجاتهم المختلفة، ولكن لا بأس من تخصيص جزء منها في صورة شنط رمضان، بشرط تحقيق المصلحة الفعلية للفقراء وفقًا للضوابط الشرعية.
إخراج "شنط رمضان" من زكاة المال جائز شرعًا إذا كان يحقق مصلحة المحتاجين، ولكن يجب ألا يتحول إلى ظاهرة تعوق المستحقين عن تلبية احتياجاتهم الأخرى. لذلك، يُفضَّل إخراج الزكاة نقدًا، مع إمكانية تخصيص جزء منها للمواد الغذائية إذا استدعت الحاجة، مع الالتزام بالشروط التي تضمن وصولها إلى مستحقيها بطريقة تحفظ كرامتهم.